اعتصم ألاف الفلسطينيين يوم الأحد 10-8-2008 قبالة بوابة معبر رفح الحدودي على الحدود الفلسطينية المصرية في مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، للمطالبة بتحرك مصري جاد لفتح المعبر وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من عام على القطاع. ووجه هؤلاء خلال الاعتصام الذي دعت إليه حركة حماس بحضور نواب ومسؤولون في الحركة، انتقادات حادة لمصر على خلفية استمرار إغلاق المعبر المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة على العالم الخارجي، والتلكؤ في إجراءات فتحه بشكل رسمي على الرغم من سريان اتفاق التهدئة منذ شهر ونصف. وناشد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة أحمد بحر مصر بفتح معبر رفح والتحرك لـ إنقاذ عشرات الذين يتعرضون للموت البطيء في قطاع غزة . وقال بحر في كلمة خلال الاعتصام إنه لا حجة لمصر في استمرار صمتها تجاه ما يحدث للمرضى والعالقين، في الوقت الذي تمتلك فيه مصر السيطرة على المعبر وتستطيع افتتاحه . وتساءل بحر عن الدعوات والقرارات التي اتخذتها جامعة الدول العربية والمؤتمر الإسلامي بفك الحصار عن غزة واعتبارها منطقة منكوبة ، متأسفا على موقف القيادات العربية وعلماء الأزهر تجاه معاناة المرضى في غزة الذين مات 6 منهم مؤخرا في يوم واحد . وكان الاعتصام جاء تزامنا مع اليوم العالمي لفتح معبر رفح الذي أطلقته اللجنة العربية لفتح معبر رفح ورفع الحصار عن قطاع غزة وعموم فلسطين ، التي شكلها المؤتمر العام للأحزاب العربية، برئاسة رئيس الوزراء اللبناني السابق سليم الحص. وكانت قوات الأمن المصرية احتشدت على الحدود مع قطاع غزة تحسبا لاقتحام الحدود المصرية من قبل فلسطينيين. وأفاد شهود عيان بأن قوات الأمن المصرية كثفت اليوم من إجراءاتها الأمنية ورفعت عدد قواتها إلى 500 جندي تحسبا للاعتصام على الجانب الأخر من الحدود. تمسك بالمقاومة وقال بحر إن استمرار فرض الحصار على غزة سببه تمسك غزة بالثوابت والحقوق الوطنية ورفضها لشروط الرباعية الدولية ، مشددا على أن المجلس التشريعي سيقود الشعب وسيتمسك بخيار المقاومة كحق من حقوق الشعب في محاربة الاحتلال واستعادة حقوقه . واستغرب بحر من قيام السلطات المصرية بمنع خروج وفد المجلس التشريعي الفلسطيني من غزة لتلبية دعوات البرلمانات العربية له للعمل على فك الحصار وبحث آليات ذلك، وأعرب عن أسفه تجاه منع مصر للمرضى العائدون من دخول غزة رغم خروجهم بموافقة السلطات المصرية . وناشد بحر الرئيس المصري حسنى مبارك بفتح معبر رفح بشكل فوري، مضيفا إن شعب غزة يجوع ومرضاه يموتون رغم تأكيد الرئيس مبارك على رفض مصر لتجويع أهل غزة . وأوضح أنه على مصر أن تسمح لـ8 آلاف عالق من المرضى والطلبة والنساء والأطفال باجتياز المعبر، مؤكدا أن المجلس التشريعي لن يسمح لمصر أن تقف مكتوفة الأيدي تجاه 150 ألف مريض عالق بغزة رغم أن المعبر مصري فلسطيني . يذكر أن معبر رفح مغلق منذ منتصف يونيو من العام الماضي أثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع في قطاع غزة الذي يقطنه مليون ونصف فلسطيني. وترهن دولة الاحتلال فتح المعبر بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير منذ عامين في غزة جلعاد شاليت وهو ما ترفضه حماس.