شهدت القارة الأوروبية يوم السبت (6/12) سلسلة اعتصامات أمام السفارات المصرية، احتجاجاً على إغلاق معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، والذي من شأن فتحه إنهاء الحصار الجائر المفروض على القطاع والذي وصل الحال فيه إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ البشري الحديث. وقالت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة ، التي دعت لهذه الاعتصامات والتي شهدت مشاركة واسعة من المنظمات الحقوقية والإنسانية والشعبية، إنه تم الاعتصام أمام السفارات المصرية في كل من السويد والدنمرك وسويسرا وألمانيا واليونان وايرلندا واسكتلندا وإيطاليا، وقبل ذلك في بريطانيا، في حين قام وفد من الجالية الفلسطينية والعربية والحقوقيين في النمسا بعقد لقاء مع المسؤولين في السفارة المصرية هناك، حيث جرى تسليمهم رسالة احتجاج على إغلاق معبر رفح. وقد شارك المئات من مختلف الجنسيات العربية والغربية والإسلامية في الاعتصامات، إضافة إلى الجاليات الفلسطينية في تلك الدول، حيث أكد القائمون على هذه الفعاليات أنها تهدف لتوجيه رسالة للسفارة المصرية بضرورة قيام الرئيس حسني مبارك والسلطات الرسمية في القاهرة بفتح معبر رفح وفك الحصار عن غزة من الجانب المصري، مؤكدين في الوقت ذاته على الدور التاريخي للشعب المصري في مناصرة القضية الفلسطينية. وأكدت الحملة الأوروبية في بيان صادر عنها من بروكسيل أن مبررات الحكومة المصرية للإغلاق لم تعد مقنعة على الإطلاق ، مشيرة إلى أن الجماهير العربية والإسلامية وأصدقاء القضية الفلسطينية في العالم الغربي لم تعد تحتمل الصمت إزاء القرار المصري الرسمي، ولذلك رفعت الصوت عالياً بضرورة فك الحصار من خلال فتح معبر رفح فوراً . ورفع المعتصمون أمام السفارات المصرية لافتات متعددة تنادي بإنهاء معاناة مليون ونصف المليون إنسان وبإنقاذ المحاصرين في قطاع غزة، من بينها ارحموا أطفال غزة ، و معبر رفح مصر – فلسطيني ، افتحوا معبر رفح ، آن للحصار أن ينكسر من الجانب المصري وغيرها. ولفتت الحملة الانتباه إلى أن فعالياتها ستتواصل في أوروبا، معلنة أنه سيكون هناك تحركات مماثلة ضد السفارات الإسرائيلية في أوروبا، حيث ستكون هناك اعتصامات ومظاهرات ومسيرات، ناهيك عن التحركات التي تقوم بها الحملة الأوروبية والفعاليات والمؤسسات المهتمة بالقضية الفلسطينية على المستوى السياسي والرسمي في أوروبا. وأشارت إلى أن هذه الاعتصامات هدفها الرئيس هو الإعراب عن الرفض الشعبي الأوروبي لدور مصر في المشاركة بالحصار عن طريق التشديد في إغلاق معبر رفح الفاصل بين مصر وقطاع غزة، ومن أجل الضغط عليها لاتخاذ قرار رسمي جريء لفتح معبر رفح وإنهاء معاناة مليون ونصف المليون إنسان فلسطيني. ودعت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة في بيانها الرئيس حسني مبارك والحكومة المصرية بالعمل وبشكل فوري على فتح معبر رفح وإنهاء الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة، والذي لا يليق مع دور مصر التاريخي في نصرة القضية الفلسطينية ودورها الإقليمي في المنطقة . ونبّهت الحملة مجدداً من أن الإصرار في رفض فتح المعبر بالرغم من المناشدات الدولية لإنقاذ أهل غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة؛ يضع مصر في خانة المحاصرين للشعب الفلسطيني في أشد الأوقات حيث نفاد الوقود وانقطاع الكهرباء وإغلاق المخابز وازدياد الحالات المرضية التي تتوفى جراء إغلاق المعابر .