استأنفت أسراب الجراد من جديد اجتياحها للجهة الشرقية للمغرب، وقد بلغ معدل الاجتياح وتيرة استثنائية (106 ألف هكتار في اليوم)، حيث بات يهدد مدينة وجدة بعدما اجتاح مناطق تاوريرت، الأمر الذي يهدد المنطقة بأضرار فادحة، وخاصة في ما يتعلق بالمحاصيل الزراعية والمراعي. ويأتي هذا الاجتياح ضدا على كل تطمينات المسؤولين وتصريحاتهم بكون عملية مكافحة الجراد قضت عليه، فيما أوضحت مصادر إعلامية أن الأسراب الجديدة للجراد تنطلق من الغرب الجزائري حيث تنعدم المعالجة. وكان تقرير منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة الفاو قد توقع عودة أسراب الجراد من مواقع انتشارها وبالأساس من مالي والنيجر، مرورا بالجنوب الغربي للجزائر. وقد أفادت المصادر نفسها بوقوع حالات تسمم وإغماء في صفوف عمال الرش وبعض المواطنين بالجهة الشرقية، خلال عملية مكافحة أسراب الجراد، وخاصة في بني مطهر وبوعرفة والمناطق المجاورة، حالات التسمم هذه تضيف المصادر نفسها تجاوزت الآدمين إلى الماشية والمزروعات من جراء أثر المبيدات المستعملة. من جهة أخرى ذكر المركز الرئيسي لتنسيق محاربة الجراد أنه تمت معالجة حوالي 700151 هكتارا من المساحات التي اجتاحها الجراد خلال الأسبوع الممتد من 9 إلى 15 يوليوز الجاري، مما يرفع المساحة التي تمت معالجتها منذ بداية الحملة إلى 6006442 هكتار، وأضاف في بلاغ له أن معالجة المساحات التي يجتاحها الجراد مستمرة بمعدل يومي يبلغ أزيد من20 ألف هكتار. مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الاستكشافات والمعالجة تتواصل أساسا ضد اليرقات في مناطق جنوب شرق البلاد، وخاصة ببوعرفة والرشيدية وورزازات، وبدرجة أقل بمناطق كلميم وإغرم وجنوب منطقة وجدة. وأوضح البلاغ أن وحدات ميدانية متقدمة للاستكشاف مزودة بوسائل المعالجة، وبسيارات وشاحنات تم اقتناؤها في إطار الدعم الذي تقدمه جمهورية كوريا الجنوبية، أقيمت على طول المناطق التي تتسرب منها أسراب الجراد الجوال. وقد أكد بلاغ المركز الرئيسي لتنسيق محاربة الجراد أن الوضعية في موريتانيا مقلقة جدا، الأمر الذي يستدعي تعبئة المجموعة الدولية لضمان حملة فعالة وعاجلة لمحاربة الجراد في بلدان جنوب الصحراء. يذكر أن بعض الخبراء في المجال الفلاحي والبيئي توقعوا حدوث أكبر اجتياح للجراد خلال السنة المقبلة، لكون الجراد ينتعش بحرارة الصيف ويتوالد دون أن يأبه بحملات المحاربة، وذلك خلافا لكل تطمينات المسؤولين التي تقلل من حجم خطورة هذه الآفة، التي باتت تهدد الأمن الغذائي للعديد من الدول بما فيها المغرب والجزائر، ودول إفريقية أخرى. مروان العربي