نفى المركز الوطني لمكافحة الجراد أن يكون هناك أي ضرر لحق محاصيل الحوامض أو أي مغروسات أخرى بسبب اجتياح أسراب الجراد. وقال موحا باكاري، رئيس مصلحة البحث والتدخلات بالمركز، إنه ليس هناك أي ضرر لحق مغروسات الحوامض ببلادنا أو أيا من المغروسات الأخرى نتيجة اجتياحات الجراد، ونتمنى أن لا يكون هناك ضرر مستقبلا ما دامت الوضعية مسيطرا عليها وعمليات الاستكشاف والمكافحة مستمرة. وعلق المصدر ذاته، الذي كان يتحدث لالتجديد أمس (الخميس)، على ما كانت قد ذكرته منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بشأن التهديد المحتمل لأسراب الجراد الرحال لإنتاج الحوامض في المغرب، بالقول إن منظمة الفاو نشرت الخبر على صيغة التحذير، كي يكون المغرب دائم اليقظة في مكافحته للجراد، وليس معناه أن المغرب مهدد في مغروسات الحوامض به من طرف هذه الحشرات. وحذر في وقت سابق خبراء منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة الفاو من أن أسراب الجراد الرحال قد تهدد إنتاج المغرب من الحوامض الموجهة للتصدير نحو أوروبا وأمريكا الشمالية خلال الأشهر القادمة. ولاحظ خبراء المنظمة أنه بالرغم من الجهود المكثفة المبذولة لمكافحة الجراد الرحال، فإن التهديد يظل قائما في غرب وشمال غرب إفريقيا، مشيرين إلى أن الوضعية تتطلب غلافا ماليا إضافيا يقدر ب17 مليون دولار من أجل مواصلة مكافحة الجراد. ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن بلاغ نشرته المنظمة أخيرا في روما أن كيت كريسمان المسؤول في الفاو المكلف بالإعلام بخصوص الجراد أوضح أن مرحلة وضع البيض ثم التفريخ فالتوالد إلى غاية تكون الجراد عملية جارية ومتواصلة على مساحات شاسعة في ظروف مواتية مرتبطة بفصل الربيع بجنوب جبال الأطلس في كل من المغرب والجزائر، معتبرا أن الأمر يتعلق بأكبر اجتياح للجراد قد يهدد المنطقة منذ 10 سنوات. واجتمع، على إثر هذا البلاغ الذي نشرته منظمة الفاو، كل من المنسق الوطني لمكافحة الجراد ومسؤولين عن وزارتي الداخلية والفلاحة والتنمية القروية لتدارس الأمر، ثم أصدروا في أعقاب الاجتماع بلاغا أكد أن المساحات المغروسة بالحوامض لم تتضرر من أسراب الجراد التي انتقلت إلى المغرب، مشيرا إلى أنه تم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية هذه المساحات كما هو الشأن بالنسبة لباقي الثروات النباتية الأخرى (الواحات والغابات والمجال الرعوي إلى آخره). وذكر البلاغ نفسه أن المغرب مازال يتلقى أسرابا من الجراد البالغ، وخاصة بمنطقة بوعرفة، انطلاقا من التراب الجزائري (3000 هكتار تم اكتساحها على سبيل المثال يوم 26 أبريل في منتصف الطريق الرابط بين فجيج ووجدة). ورصد البلاغ وضعية اجتياح أسراب الجراد لبلادنا بالقول إنه على المدى القصير وعلى الصعيد الجهوي مازال اجتياح الجراد الجوال للجهة الغربية، وخصوصا شمال غرب إفريقيا، الذي يعرف تحركا كبيرا للجراد، في حين يتواصل بموريتانيا تكون أحزمة من اليرقات وأسراب الجراد، ومن المحتمل أن تهاجر هذه الأخيرة من الآن إلى متم شهر يونيو المقبل نحو المغرب. ومن جهة أخرى، من المنتظر أن يتواصل تسرب أسراب الجراد القادمة من الجزائر، على اعتبار أن وضعية الجراد في هذا البلد غير متحكم فيها على ما يبدو، على حد تعبير البلاغ. يونس البضيوي