عجل ظهور مجموعات من الجراد المهاجر في مناطق مختلفة من موريتانيا، بإرسال المركز الوطني لمكافحة الجراد بأيت ملول، لفريقين استكشافيين إلى المناطق الجنوبية، للاطلاع عن قرب على حالة الجراد بالمنطقة، والعوامل الطبيعية السائدة، من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة للتدخل، في حالة أي ظهور محتمل.وذكرت مصادر مطلعة أن الوضعية في المغرب تتميز حاليا بالهدوء، ولم يجر لحد الآن رصد أي مجموعات أو أسراب، مشيرة إلى أن فريقين مجهزين بوسائل اتصال ورصد متطورة، توجها، يوم الخميس، إلى كل من مدينة الداخلة والعيون، مزودين بأجهزة متصلة بالأقمار الاصطناعية، تمكن المركز من تتبع عملهما الميداني في التو واللحظة. وبحسب المصادر ذاتها، فإن المغرب يتوفر على مخزون كاف من المبيدات والأدوية، وآليات الرش والمعالجة بما فيها الطائرات، لمكافحة أي اجتياح محتمل لأسراب الجراد، مذكرة بأن الموسم الماضي شهد معالجة أزيد من 1800 هكتار متفرقة، ما بين المناطق الشرقية والجنوبية من المملكة. وأوضحت المصادر أن هناك تنسيقا دائما بين دول المغرب العربي ودول الساحل في ما يخص حالة الجراد بتلك المناطق، مبرزة أن كل دولة معنية تصدر تقريرا شهريا حول الوضعية فيها. وكان مدير المركز محمد عبد الله ولد باباه، قال في تصريح صحفي، إن المركز، وهو الهيئة الحكومية المكلفة بمتابعة ومكافحة الجراد المهاجر في موريتانيا، حدد المناطق التي ظهر فيها الجراد حتى الآن بمنطقة (آوكار) في وسط موريتانيا، و(انشيري) في الشمال، ومناطق أخرى قرب العاصمة نواكشوط. وأعرب عن القلق من تكاثر الجراد في مناطق أخرى، خاصة بعد موسم الأمطار الحالي الذي سجل تساقطات مهمة وغير مسبوقة في موريتانيا خلال الأشهر الماضية، نشأت عنها مناطق خضراء في مختلف المحافظات، خصوصا في شرق وجنوب موريتانيا. يذكر أنه لم يجري سنة 2007 تسجيل أي وجود للجراد بالمغرب، في حين شهدت سنة 2006، معالجة حوالي 1650 هكتار غزتها مجموعات من يرقات الجراد، خاصة بمناطق معطى الله وأوسرد والداخلة. ويبدأ المغرب، عادة، استعداداته مبكرا لمواجهة أسراب الجراد، التي يتزايد خطرها خلال أكتوبر ونونبر ودجنبر، بتوخي الحذر واليقظة وتجنيد فرق استكشافية في الميدان، لمراقبته ورصد تحركاته ومحاولة القضاء عليه في حينه. وأصبح المغرب يتوفر على جهاز يستعمل لأول مرة في الدول، التي تعاني الجراد، ويحدد الجهاز، بتدقيق، مكان تموضع أسراب الجراد، فمثلا، تخرج الفرق الاستكشافية إلى الميدان، وتقدم، بواسطة هذا الجهاز، للمركز حالة الوضعي بشكل مباشر، من عين المكان، عن طريق القمر الإصطناعي، إضافة إلى أنه يحدد، بشكل دقيق، مكان تمركز الفرق الاستكشافية، مما يسهل عملية التنسيق والدعم.