حذرت تقارير منظمة الأممالمتحدة للأغذية و الزراعة من تعرض منطقة غرب موريتانيا لهجمات خطيرة من الجراد الصحراوي، الذي زادت أعداده كنتيجة لنهاية الأمطار الموسمية. و توقعت الفاو أن تستمر تحركات أسراب الجراد في المنطقة لمدة أسبوعين تقريباً. و لم تستبعد أن تتنقل الى جنوب المغرب ومنطقة شرق الصحراء ، إنطلاقا من شمال موريتانيا . و كان الوزير الأول الموريطاني قد ترأس قبل أيام بنواكشوط اجتماعا للجنة الوزارية لتقييم تطور وضعية الجراد في موريتانيا في ضوء تكاثر مقلق لأسراب الجراد بعدة مناطق ، و صدور نداء للفاو في شأن مخاوف من أن تتحول موريتانيا كمصدر رئيسي لعمليات اجتياح كبيرة متوقعة للجراد الصحراوي تهدد شمال إفريقيا بل وأوروبا. و قد دفعت هذه الوضعية المنذرة المركز الوطني لمكافحة الجراد بآيت ملول الى إيفاد فرق استكشافية إلى المناطق الجنوبية ، للاطلاع عن قرب على حالة الجراد بالمنطقة، والعوامل الطبيعية السائدة و اتخاذ الإجراءات المناسبة للتدخل في حالة أي تهديد محتمل. و تفيد تقارير المركز الأول من نوعه بمنطقة شمال إفريقيا أن الوضعية في المغرب تتميز حاليا بالهدوء ، ولم يجر لحد الآن رصد أي مجموعات أو أسراب . و هذا لا يمنع من تجنيد فرق المركز المجهزة بتقنيات الا تصال والرصد المتطورة في حالة يقظة مستمرة ، علما بأن المغرب يتوفر حاليا على مخزون كاف من المبيدات والأدوية، وآليات الرش والمعالجة بما فيها الطائرات، لمكافحة أي اجتياح محتمل لأسراب الجراد و التنسيق الدائم بين دول المغرب العربي ودول الساحل لتبادل المعلومات في شأن تطور الوضع و إنجاز تقارير شهرية في شأنها . و كانت تقارير قد تحدثت عن بداية تشكل أسراب الجراد في الأراضي الموريتانية و تجمعها في المناطق الرطبة في أعقاب موسم أمطار استثنائي ، و توقعت أن تبدأ أسراب الجراد في النزوح نحو الحدود المغربية و الجزائرية خلال نوفمبر القادم. و يعود آخر اجتياح كبير لأسراب الجراد لمنطقة شمال إفريقيا الى سنة 2004 و هو ما تطلب تجنيد إمكانيات ضخمة من دول المنطقة و من طرف منظمة الفاو لمعالجة زهاء 13 مليون هكتار متضررة بمنطقة الساحل والمغرب العربي منها 8 ملايين هكتار في الجزائر والمغرب وحدهما .