حذر مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، من تدفق أسراب الجراد المهاجر على الأراضي المغربية، سيما المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية، وقد يتطور الأمر ليصل إلى أوربا. وأوضحت المتحدثة باسم المكتب الأممي،إليزابيت بير، أن أسراب الجراد بدأت تتجمع بشكل مثير للقلق في غرب موريتانيا، وإذا شهدت المنطقة تساقطات مطرية في الشهرين القادمين، فإن الوضعية ستصبح خطيرة. وأضافت أن أسراب الجراد بدأت فعلا تعبر الحدود الجنوبية للمغرب، وينبغي اتخاذ كامل الاحتياط ودق ناقوس الخطر للحيلولة دون استفحال الأوضاع. ولعل ما زاد من مخاوف المكتب الأممي ملاءمة الظروف المناخية لتكاثر تلك الأسراب في المنطقة التي شهدت في وقت سابق تساقطات مطرية مهمة، وفرت مناطق خضراء تقتات عليها تلك الحشرات. كما أن ارتفاع درجات الحرارة في الوقت الراهن إلى جانب هبوب الرياح، عاملان يساعدان على التحرك السريع للأسراب المهاجرة. وحسب منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، فإن أسراب الجراد تتحرك على مساحة 40 ألف هكتار من الأراضي الموريتانية، مما يهدد بالقضاء على الحزام الأخضر في البلد. واستنادا إلى تقرير آخر كانت الفاو قد أصدرته في مستهل شهر أكتوبر الجاري، فإن المناطق المغربية لم تشملها خلال شتنبر، أية عملية رصد لوجود أسراب الجراد بها. وبدورها تتخوف الجزائر من اكتساح أسراب هائلة من الجراد لأراضيها، حيث اتخذت وزارة الفلاحة بعض الإجراءات، التي اعتبرتها الصحف المحلية غير كافية للتصدي لموجات الجراد التي تتكاثر حاليا على تخوم الحدود الجنوبية والغربية للجزائر في موريتانيا. ويذكر أن المنطقة المغاربية تعرضت في سنة 2004 لاكتساح كبير من طرف الجراد الصحراوي، الذي أتى على الأخضر واليابس وكلف خزينة بلدان المنطقة خسائر تقدر بالملايين من الدولارات، بما في ذلك الخسائر التي طالت الأراضي الزراعية والتي بلغت ملايين الهكتارات.