المركز الرئيس لتنسيق محاربة الجراد يستعرض خطته لمكافحة الآفة أكد مسؤول مغربي لوكالة الأنباء الفرنسية أخيرا أن الترتيبات التي أعدها المغرب في الموسم الفلاحي 2003/2004 لمواجهة اجتياح محتمل للجراد أصبحت سارية المفعول منذ الفاتح من شهر أكتوبر الجاري. وأوضح مصدر من المركز الرئيس لتنسيق محاربة الجراد للوكالة نفسها أنه تمت تعبئة ألف شخص، وعشرات الآليات الجوية والبرية لصد أسراب الجراد الجوال المتوقع أن تأتي من الجارتين موريتانيا والجزائر. ولحماية الموسم الفلاحي الحالي، أعدت مصالح المكافحة مخططا استراتيجيا مبنيا على 3 احتمالات، أولها ينحو تجاه التفاؤل يتوقع بأن يعالج المغرب قرابة 3 ملايين هكتارا على الأقل من الأراضي يرجح أن تصلها جحافل الجراد، أما أسوأ الاحتمالات فيحدد رقم 5 ملايين هكتارا بوصفها المساحة اللازم معالجتها بالمبيدات، وهناك الخيار الوسط المرجح وعلى أساسه جهزت عناصر المكافحة لمعالجة 4 ملايين هكتار. وأشارت آخر تقارير منظمة الفاو (منظمة الأممالمتحدة للزراعة والبيطرة) أن أسرابا من الجراد تحركت في الأونة الأخيرة إلى شمال غرب موريتانيا، حيث تفيد بعض الأنباء بأن طول سرب واحد وصل إلى 70 كيلومتراً، كما تحرك الجراد إلى أقصى الجنوب من الصحراء المغربية، مما يدل على أن الأسراب بدأت تتحرك خارج مناطق وجودها في دول الساحل باتجاه شمال غرب إفريقيا بفعل تعرض الغطاء النباتي لهذه الدول إلى الجفاف. ومن جهة أخرى، أرسل المغرب أول أمس السبت مساعدات إلى السينغال لدعمها في مواجهة الأضرار المتزايدة التي تسببها أسراب الجراد، وتتمثل المساعدات في طائرة ف 130 متخصصة في عملية الرش، و13 ألف من المبيدات الحشرية، ومعدات وآليات أخرى لحماية فرق التدخل الميداني. وليست هذه المرة الأولى التي يبعث فيها المغرب مساعدات إلى دول غرب إفريقيا، فقد بعث الشهر الماضي مددا للدولة نفسها سواء من حيث العناصر الوطنية المتخصصة في مكافحة الحشرة أو المعدات الخاصة بذلك. ونقلت وكالات الأنباء أن أسراب الجراد اجتاحت السبت الماضي العاصمة الموريتانية نواكشوط مغطية جل أحيائها من ساحات وحدائق وأسواق، وهو ما أرغم الساكنة على التزام منازلها إلى حين مرور الآفة، وهي المرة الثالثة التي تشهد فيها العاصمة اجتياح أسراب الجراد الصحراوي الجوال، وتعد موريتانيا من أشد الدول الإفريقية تضرراً من موجات الجراد إذ إن نحو 1,6مليون هكتار من أراضيها موبوءة. محمد بنكاسم