ارتأى رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحيى أن ينهج مجددا منهج الهروب إلى الأمام الذي دأب جل المسؤولين الجزائريين على اتباعه هذه الأيام حين الحديث عن قضية الصحراء المغربية، وذلك بزعمه أن قضية الصحراء هي قضية تصفية استعمار وأن لا حوار بين المغرب والجزائر بشأنها. وهو الأسلوب الذي يحاول عادة المسؤولون في الجزائر التغطية عبره على القضية المحورية في تشنج العلاقة المغربية الجزائرية والمتمثلة في ملف الصحراء والاكتفاء بخطاب الديبلوماسية والتعميم. آخر فصول هذا النوع من الخطاب تأكد بتصريح المسؤول الجزائري المذكور بخصوص العلاقة مع المغرب، حيث اكتفى فيه بالقول إن العلاقات الثنائية بين البلدين عادية وطبيعية وأن الجزائر مستعدة للذهاب بعيدا في علاقاتها مع المغرب، دون أن يسمي الأسماء بمسمياتها ويشرح معنى الذهاب بعيدا على حد قوله. من جهة ثانية، أشار أويحيى، الذي كان يتحدث أخيرا في الجامعة الصيفية التي نظمها حزبه (التجمع الوطني الديمقراطي) إلى أن قرار الرباط بإلغاء التأشيرة على الرعايا الجزائريين أحادي الجانب . احتمال غزو واسع للجراد بالمغرب خلال الأسابيع القليلة القادمة أكد رئيس المركز الرئيس لتنسيق مكافحة الجراد، سعيد غاوت، لالتجديد أن بداية شهر أكتوبر يظل التوقع الأرجح لغزو أسراب الجراد الصحراوي للأراضي المغربية، وذلك على اعتبار أن ذلك الشهر هو بداية فصل الخريف الذي تشكل خصائصه المناخية (نزول المطر وهبوب الرياح بقوة) ظرفاً مناسباً لجلب أسراب الجراد، بيد أن المصدر نفسه ترك باب الاحتمال واسعا عندما قال إن >كل شيء رهين بالظروف المناخية التي ستعرفها بلادنا<، سيما وأن مسؤولا في القيادة الجهوية لمكافحة الجراد صرح للزميلة الصحراء بأن >الاستعدادات جارية على قدم وساق من أجل مواجهة أسراب الجراد المحتمل قدومها إلى الجنوب المغربي بداية الشهر المقبل (شتنبر)<، وفق ما جاء في عدد الجريدة لأول أمس السبت. وتوضيحا لما تردد من أنباء حول مشاهدة الجراد في مناطق من الجنوب الشرقي وفي مدينة وجدة، قال غاوت إنها مجموعات صغيرة بقيت بعد الحملات التي شنتها فرق المكافحة التابعة للمركز المذكور وقياداته الجهوية في الشهور السبعة الأولى من السنة الجارية على مناطق شاسعة من حدود المغرب مع الجزائر وموريطانيا، والتي تلتها مرحلة اختفى خلالها الجراد من المغرب، وتركزت هجماته على الجارة موريطانيا لتتوسع وتشمل مالي والسينغال وبوركينافاسو والنيجر ونيجيريا... ومن جهة أخرى، نفت وزارة الفلاحة والتنمية القروية أن يكون غزو أسراب الجراد لبعض الأقاليم المغربية في المدة الماضية قد أضر بالإنتاج الفلاحي من الحبوب برسم الموسم 2003 ,2004 والذي بلغ نحو 83 مليون قنطار وفق إحصائيات الوزارة نفسها، بيد أنها لم تذكر حجم ضرر الجراد على الأشجار المثمرة بالفواكه والحوامض، مع العلم أنه سجل في وقت سابق من الشهور الماضية وقوع خسائر محدودة في هذا الباب. وبالمقابل صرح مسؤول في الوزارة نفسها لوكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب) لم تذكر صفته، بأن المناطق التي تأثرت بآفة الجراد مناطق رعي وأن إنتاج الحبوب فيها إنتاج هامشي. محمد بنكاسم