أعلنت الجزائر أخيرا رفضها لأي وساطة قد تتم بينها وبين المغرب حول قضية الوحدة الترابية للمملكة، وقال عبد العزيز بلخادم، وزير الخارجية الجزائري، في ندوة صحافية إلى جانب نظيره الفرنسي ميشيل بارنيي مساء أول أمس الثلاثاء بالجزائر، إنه لا وجود لأي مقترح لمفاوضات مباشرة، فالعلاقات والاتصالات بين الجزائر والمغرب لم تتوقف يوما، وهي ليست بحاجة إلى وساطة، معلنا تشبث بلاده بموقفها التقليدي والسلبي من الصحراء المغربية من خلال قوله في الندوة نفسها نعتبر أن قضية الصحراء الغربية قضية تصفية استعمار، وأنها تتعلق بحق من أسماه بالشعب الصحراوي في تقرير المصير. ومضى بلخادم يبسط ويجدد الموقف الجزائري من الصحراء المغربية ليعرب عن أسف بلاده لاستقالة المبعوث الأممي الخاص المكلف بملف الصحراء جيمس بيكر في يونيو الماضي بعد سبع سنوات من العمل لم يتوصل خلالها إلى حل للقضية، وليعلن للصحافة العربية والدولية أن الجزائر لا تضع شروطا في تطوير علاقاتها بالمغرب، في الوقت الذي يؤكد فيه، وبشكل مناقض تماما لحقائق التاريخ والجغرافيا وللعلاقات الوطيدة التي ربطت الأقاليم الجنوبية للمملكة بالمغرب، أن القضية هي قضية تصفية استعمار، وهو الموقف الذي طالما ردده المسؤولون الجزائريون، والذي بسببه عرف اتحاد المغرب العربي شللا في أدائه، لا يمكن أن يعافى منه ويسترجع نشاطه إلا بتراجع الجزائر عن هذا الموقف السلبي من الوحدة الترابية للمغرب. وقدم بلخادم لتصريحات وزير الخارجية الفرنسي قراءة أخرى وأعطاها تفسيرا غير التفسير الذي أجمعت عليه كل المصادر، ذلك أن بلخادم قال في الندوة الصحافية إن الحكومة الفرنسية لا تقترح حوارا مباشرا بين الجزائر والمغرب (بشأن الصحراء) وإنما حوارا بينهما من أجل تسوية العلاقات الثنائية ، في حين يجمع كل المتتبعين والمحللين على أن فرنسا ومعها إسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية أخيرا، قد دعوا إلى الدخول في حوار مباشر حول قضية الصحراء المغربية بهدف التوصل إلى حل يرضي كل الأطراف المعنية. وجاء تصريح وزير الخارجية الجزائري ردا على تصريح نظيره الفرنسي الذي أعلن في الندوة الصحافية عن أن باريس تدعو إلى حوار ثنائي مباشر بين الجزائر والمغرب لتسوية هذا النزاع، مشددا على دعم بلاده ل حل سياسي للنزاع تشارك فيه جميع الأطراف المعنية، وهو الموقف نفسه الذي أعلنه المسؤول الفرنسي في زيارته المماثلة للمغرب يومي 30 و 31 ماي الماضي. من جانب آخر، جعل بلخادم من الندوة الصحافية فرصة ليعلن خلالها عن زيارة مرتقبة للوزير الأول المغربي إدريس جطو ووزير الداخلية مصطفى الساهل إلى الجزائر خلال الأيام المقبلة، وهي التي اعتبرها المسؤول الجزائري مقياسا لحسن العلاقة بين البلدين. عبد الرحمان الخالدي