من المنتظر أن تنطلق في غضون مطلع الأسبوع الجاري أشغال لجان مشتركة تجمع بين المغرب والجزائر لبحث كل المسائل التي تهم البلدين بما في ذلك مسألة الحدود، والتي ستقدم أشغالها خلال اللقاء الذي سيجمع جلالة الملك محمد السادس والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في الأيام المقبلة بالمغرب. وتأتي انطلاقة أشغال هذه اللجان المغربية الجزائرية نتيجة للزيارة الأخيرة التي قام بها لبلادنا وزير الخارجية الجزائري السيد عبد العزيز بلخادم، والتي أسفرت عن عدة نتائج اعتبرتها الأوساط السياسية بكل أطيافها جد إيجابية قد تؤرخ لبداية مرحلة جديدة في علاقات البلدين. كما أسفرت عن توقع زيارة الوزير الأول المغربي السيد إدريس جطو للجزائر بدعوة من نظيره السيد علي بن فليس، وذلك بعد زيارة مماثلة سيقوم بها وزير الداخلية المغربي السيد مصطفى الساهل لنفس البلد، حيث سيلتقي نظيره نور الدين زرهوني، ولم يحدد بعد موعد هذه الزيارات، لكن الراجح أنها ستكون بعد عيد الأضحى مباشرة. وكشفت بعض المصادر الإعلامية أمس أن القمة المغربية الجزائرية المتوقعة بين جلالة الملك محمد السادس والرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد تعقد بمدينة وجدة المغربية. وحول ما إذا كان عقد هذه القمة يحتاج إلى وساطة ما، في إشارة إلى الدور الفرنسي في الموضوع، قال وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم في اختتام زيارته للمغرب نهاية الأسبوع الماضي إن المغرب والجزائر في غير حاجة إلى وساطة عربية أو دولية، وأضاف أن "الوساطة تكون مقبولة بين خصمين ونحن لا يوجد بيننا خصام". وصدر بيان مشترك في ختام زيارة السيد بلخادم للمغرب شدد على"تطابق وجهات النظر حول مختلف القضايا إقليميا وعربيا" في ظل الظروف الراهنة. ووصف المحادثات بين المسؤولين المغاربة والجزائريين بأنها جرت في جو "سادته روح الأخوة والمسؤولية". وقد دعا البلدان إلى بذل كافة الجهود لاستكشاف السبل الكفيلة بتطوير علاقاتهما. ويشاع الآن بين بعض الأوساط المطلعة بالجزائر أن القمة المرتقبة بين المغرب والجزائر قد تجري أطوارها بمدينة وجدة المغربية، وقالت نفس الأوساط إن بوتفليقة سيكون مستعدا لزيارة هذه المدينة من أجل وضع حد نهائي للخلاف مع المغرب، وضمان مشاركة الملك المحمد السادس في قمة اتحاد المغرب العربي المقررة في تلك الفترة بالجزائر. وفي نفس السياق كشفت جريدة الحياة اللندنية ليوم أول أمس أن جلالة الملك محمد السادس سيبدأ زيارة لفرنسا في 16 فبراير الجاري للمشاركة في مؤتمر القمة الفرنسية الإفريقية. وأضافت أن مصادر مغربية رجحت أن تكون للزيارة المرتقبة التي تسبق القمة بثلاثة أيام علاقة بترتيب عقد قمة ثلاثية تجمع جلالة الملك والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والرئيس الفرنسي جاك شيراك. ومن جهة أخرى استبعدت مصادر جزائرية مطلعة أن تحصل القمة المرتقبة في العاصمة الفرنسية التي ستستضيف في 19 فبراير الجاري قمة فرنسا إفريقيا، ورأت أن أي لقاء بين العاهل المغربي والرئيس الجزائري في باريس "سيكون عابرا لأن المبدأ المتفق عليه بين البلدين هو أن تعقد القمة بعد استكمال دراسة ملفات على مستوى اللجان التي ستشرع في أعمالها ابتداء من مطلع الأسبوع الجاري. عبد الرحمن الخالدي