. وأشارت بعض المصادر الإعلامية، منها قناة العربية، إلى أن الرئيس بوتفليقة امتنع عن الإدلاء بأي تصريح صحافي عقب مأدبة الغذاء التي أقامها على شرفه الرئيس الفرنسي بقصر الإليزيه. وقالت ناطقة باسم الرئاسة الفرنسية، حسب ما أعلنت عنه جريدة الحياة اللندنية، إن الرئيسين تناولا خلال غذاء العمل ما تم اتخاذه من قرارات متعلقة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، تم الاتفاق عليها عند زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر في يوليوز الماضي، بالإضافة إلى تطرقهما لموضوع الصحراء المغربية على ضوء لقاء القمة الأخير الذي جمع بين جلالة الملك محمد السادس والرئيس الجزائري في نيويورك الأسبوع الماضي على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والخمسين. وتأتي الزيارة الأخيرة للرئيس الجزائري لفرنسا متزامنة مع إعلان مصادر صحافية جزائرية عن تنظيم مناورات عسكرية مغربية - فرنسية في أواسط شتنبر الماضي، جنوب مدينة وجدة، حيث اعتبرت جريدة الخبر، التي أوردت النبأ نهاية الأسبوع الماضي، أن هذه المناورات العسكرية تعتبر الأهم من نوعها في تاريخ التعاون بين البلدين. ومن جهة ثانية تأتي على بعد أيام قليلة على الزيارة التي من المنتظر أن يقوم بها الرئيس الفرنسي لبلادنا في غضون الفترة الممتدة ما بين 9 و 11 أكتوبر من الشهر الجاري، بالإضافة إلى التحرك الفرنسي الحالي للوساطة بين المغرب والجزائر في موضوع الصحراء. وأضافت جريدة الخبر في تناولها لموضوع المناورات العسكرية المغربية - الفرنسية، الذي تفردت بالإعلان عنه، استنادا إلى مصادر لم تكشف عنها، أن هذه المناورات هي بمثابة رد فرنسي مغربي على العلاقات الجزائرية - الأمريكية، وخاصة على مستوى التعاون بين الجزائر والحلف الأطلسي في إطار ما يسمى بمكافحة الإرهاب. وتذهب بعض التحاليل إلى أن الجزائر من خلال الحديث عن مناورات عسكرية فرنسية، تهدف إلى التشويش على المقاربة الجديدة لملف الصحراء المغربية، أمام تغير الموقف الأمريكي في الموضوع، وإعلان الرئيس جورج بوش أخيرا عن أنه لا الولاياتالمتحدةالأمريكية ولا هيأة الأممالمتحدة سيفرضان على المغرب تسوية لملف الصحراء، بما يشكل ذلك من تتويج ودعم للموقف الفرنسي في الموضوع، حيث سبق لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية أن أعلنت أن حل مشكلة الصحراء المغربية لن يكون ممكنا إلا بتراضي جميع الأطراف المعنية في إشارة إلى ضرورة العودة إلى خيار الحوار، بدل أسلوب التمادي في معاكسة المصالح المغربية وعلى رأسها مسألة استكمال وحدته الترابية. جدير بالذكر أن الجزائر تسعى حاليا، وعلى أكثر من صعيد، نحو امتلاك أكبر ترسانة عسكرية في الشمال الإفريقي، وآخر تحركاتها في هذا المجال إعلان منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الأسبوع الماضي عن أن علاقة الجزائر معها ستعرف تحسنا ملحوظا في الأيام المقبلة على خلفية ما وصفته بعض المصادر بالنجاح الذي حققته الجزائر في محاربة الإرهاب، خصوصا وأن المجموعة الدولية قد رفعت الحظر عن بيع الأسلحة للجزائر. ويبقى موضوع الصحراء المغربية من أهم القضايا التي سيتطرق إليها الرئيس الفرنسي لدى وصوله إلى بلادنا مع المسؤولين المغاربة، حيث من المنتظر أن يتم إطلاعهم على الموقف الجزائري الأخير، وما توصلت إليه الوساطة الفرنسية في الموضوع ذاته، فضلا عن مآل العلاقة المغربية الجزائرية من خلال القضايا التي نوقشت خلال استقبال جلالة الملك لبوتفليقة بنيويورك الأسبوع الماضي، وهو الاستقبال الذي تم، بحسب مصادر مطلعة بوساطة الرئيس الفرنسي جاك شيراك. فهل تغير الجزائر من موقفها أم أنها ستواصل اعتماد أسلوب المجاملات على حساب مصلحة بناء الاتحاد المغاربي، خاصة وأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سبق له أن أعرب عن أمله في أن يعرف موضوع الصحراء طريقه إلى الحل في إطار هيأة الأممالمتحدة قبل الدخول في الحملة الانتخابية الرئاسية المقبلة عبد الرحمان الخالدي