جدّد عبد العزيز بلخادم (الصورة) وزير الدولة والممثل الشخصي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، انتقاداته للمغرب وللمسؤولين المغاربة في استمرار لحرب كلامية دخلت يومها السادس بين الوزير الجزائري بلخادم، الذي يعد بمثابة ناطق غير رسمي في شؤون الجزائر وعلاقاتها مع جيرانها المغاربيين ، وخالد الناصري وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية . وبدأت "حرب " المغرب والجزائر " الكلامية " يوم السبت الماضي عندما شبه "بلخادم" وضع الصحراء المغربية باحتلال فرنسا للجزائر ورد عليه "الناصري" بالقول إن تصريحات الوزير الجزائري تتسم بالوقاحة والجحود ، لأن الشعب المغربي تضامن قلبا وقالبا مع الشعب الجزائري إبان محنته الاستعمارية التي عانى منها". ورفض بلخادم الرد على تصريحات الوزير المغربي أول أمس الثلاثاء بمجلس الأمة الجزائري وقال للصحافة الجزائرية : " أنا لا أرد على هؤلاء ، ولا أرد على مثل هذه التصريحات..." رغم أن عدد من النواب الجزائريين أبدوا تضامنهم مع "بلخادم" . لكن الوزير الجزائري لم يدع الفرصة تمر للرد على زميله المغربي في حوار مع إذاعة الجزائر الرسمية أمس الأربعاء ،وبدت نبرة الوزير الجزائري مستاءة وهو يصرح أن الجزائر "لا تنكر دعم المملكة المغربية ومصر والعراق والسعودية وكل الدول الإسلامية والعربية والاتحاد السوفياتي سابقا والصين الشعبية لثورتنا، لكن هل كل من يمن علينا بدعمه يطلب في مقابله أن نتخلى عن مبادئنا؟".
ودعا بلخادم المغرب إلى الاعتبار بالطريقة التي استقلت بها الجزائر، مشيرا إلى أن بلاده بعد سبع سنوات ونصف من الحرب ضد الاستعمار الفرنسي وسقوط 1.5 مليون من الشهداء "دخلت في مفاوضات مع فرنسا لتقرير المصير" انتهت باستقلال الجزائر في 1962. وقال بلخادم إن الجزائر لن تساوم في قيَّمِها، التي من بينها دعم حق تقرير المصير في الصحراء الغربية. داعيا المغرب إلى التحرك داخل حدوده، وقال"أشقاؤنا في المغرب، إخواننا، ونحن نريد لهم كل الخير والأمن والاستقرار، لكن داخل حدودهم المعترف بها دوليا". وسبق لبلخادم عندما كان رئيسا للوزراء بالجزائر أن دخل في مشادة كلامية مع ووزير الدولة المغربي محمد اليازغي حول الصحراء المغربية، خلال الاحتفال بالذكرى الخمسين لمؤتمر المغرب العربي بمدينة طنجة في أبريل الماضي،ودعا اليازغي في إحدى جلسات المؤتمر "القادة المغاربة وبالخصوص الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى دعم المشروع المغربي لإخراج قضية الصحراء من المأزق".
ورد بلخادم بحدة على تصريحات اليازغي قائلا إن "الجزائر كانت دائما منذ استقلالها تدافع عن القضايا العادلة وحركات التحرير الوطني في موزمبيق وأنغولا وحتى في جوارها"، في إشارة إلى دعم بلاده لجبهة البوليساريو الانفصالية ،وتساءل بلخادم "هل تريدون أن تتخلى الجزائر عن مبادئها؟ إن بلادي ترفض هذه الاتهامات"، قبل أن يقاطعه الحضور مرددين "الصحراء مغربية".