لم يتأخر رد الحكومة المغربية على تصريحات وزير الدولة الجزائري بلخادم التي وصفتها العديد من الأوساط بالاستفزازية في حق المغرب و المتمادية في معاكسة طموحات شعوب البلدين الجارين في الوحدة و التآخي. وعبر وزير الاتصال و الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري عن أسفه لكون العلاقات بين البلدين " لازالت دون طموحات الشعبين رغم الجهود التي بذلها المغرب "، وتحدى المسؤول المغربي الجزائر " أن تتحلى بالشجاعة السياسية وتترك + البوليساريو + يتفاوض بحرية مع المغرب". و كان الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية الجزائرية و الأمين العام لجبهة التحرير الجزائرية قد جدد قبل أيام ترديد اللاءات المتعنتة في وجه أي تقارب محتمل بين البلدين الجارين و الشعبين الشقيقين. وربط وزير الدولة الجزائري الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم تطبيع العلاقات مع المغرب بتعاطي الرباط مع مجموعة من الشروط، و على رأسها تمكين الصحراويين من تقرير مصيرهم عبر الاستفتاء . و شدد الناصري فيما يخص مسألة الحدود أنها يجب أن تعالج بالتعقل، مؤكدا أن مشكلة المغرب هي مع الجزائر وليست مع جبهة البوليساريو، وعندما تنأى الجزائر عن توجيه جبهة البوليساريو والوصاية عليها، والكف عن مضايقة المغرب في المحافل الدولية سيحل نزاع الصحراء. و ردا على سؤال في شأن تحميل المغرب للجزائر مسؤولية ''عرقلة مسار التسوية في الصحراء'' كان بلخادم وبجواب لا يخلو من الاستفزاز و التهكم قد صرح أن المسؤولين المغاربة ''لا يعرفون ما يريدون بالضبط''،و أضاف بنبرة تشفي: ''الإخوة في المغرب يتفاوضون مع البوليزاريو ممثل الصحراويين، وفي نفس الوقت يقولون الجزائر وراء عرقلة مسار التسوية" . وفي الوقت الذي تمثل تصريحات وزير الدولة الجزائري دليلا إضافيا على أن الجزائر متمسكة بسلوك القطيعة تجاه المغرب على الرغم من الارادات الدولية و آمال شعوب البلدين الجارين في وضع حد ل 16 سنة من العبث وطي صفحة الماضي المؤلم و المؤسف فإنها في المقابل تعكس واقع التناقض الصارخ في خطاب النظام الجزائري الذي من جهة ينادي بوحدة شعوب المغرب العربي و لا يتردد في إطلاق الأماني بمصيره المشترك و في المقابل لا يجد رادعا للمزيد من قطع الأرحام و رهن أحلامه و مطالبه بشروط مصلحية تعجيزية. و في الوقت الذي يزعم فيه المسؤول الجزائري أن حكومته غير معنية إطلاقا بنزاع الصحراء و يحدد طرفيه فإنه يتناقض مع نفسه حين يربط قرار التطبيع بين البلدين الجارين بخضوع الرباط لموقف الجزائر المتصلب والمرتبط باسطوانة الاستفتاء و تقرير المصير المشروخة . وهو بهذا التناقض الذي يسمى في الأعراف الديبلوماسية بالابتزاز السياسي يتناسى أن قادته السياسيين بالجزائر و في مقدمتهم الرئيس الحالي للجمهورية بوتفليقة كان من أبرز المنادين بقمة الرباط العربية سنة 1974 بمغربية الصحراء بل ودعا الى جانب الراحل بومدين من منبر نفس القمة الدول العربية الى مساعدة المغرب على دعم المملكة المغربية في مواجهة أطماع المحتل الاسباني وإستكمال وحدته الترابية المبتورة أنذاك.