جدد عبد العزيز بلخادم، وزير الخارجية الجزائري، موقف بلاده الرافض لدعوات فرنسا وإسبانيا للدخول في حوار مباشر مع المغرب حول الصحراء المغربية، وانتقد في تصريحات له صدرت أول أمس الثلاثاء الموقفين الفرنسي والإسباني. وتحدث بنوع من التذمر عن تصريحات وزير خارجية فرنسا وتصريحات رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس سباتيرو، التي أدليا بها في زيارتهما الأخيرة إلى الجزائر. وكانت تصريحات المسؤولين الفرنسي والإسباني قد دعت الحكومة الجزائرية إلى الدخول في حوار مباشر مع المغرب من أجل التوصل إلى حل نهائي وعادل لقضية الصحراء، واعتبرا معالجتها مفتاحا لبعث البناء المغاربي وخطوة لتطبيع العلاقات المغربية الجزائرية، خاصة وأن البلدين أكدا رغبتهما في التوسط بين الطرفين للتوصل إلى هذا الحل، الأمر الذي رد عليه المسؤول الجزائري بالرفض وقال إن «المغرب والجزائر ليسا في حاجة إلى وسيط». وأكد بلخادم موقف بلاده من خلال بيان أصدرته وزارته حول الصحراء المغربية يوم الثلاثاء الماضي، وهو اليوم الأول من زيارة العمل التي قام بها وزير الداخلية المغربي مصطفى الساهل إلى الجزائر بدعوة من نظيره يزيد زرهوني لبحث العديد من الملفات العالقة، على قائمتها ملف الصحراء المغربية والحدود المغلقة بين البلدين والتعاون الأمني وعددا من القضايا الأخرى. وجاء في البيان أن تصريحات بعض الشخصيات الحكومية الأجنبية بخصوص قضية الصحراء، في إشارة واضحة إلى وزير الخارجية الفرنسية ورئيس الحكومة الإسبانية، تضفي خلطا مزعجا حول العلاقات الثنائية المغربية الجزائرية، وبناء الصرح المغاربي وحل أزمة الصحراء». ومضى البيان يشرح الموقف الجزائري من الوحدة الترابية للمملكة، ويستشرف آفاق النزاع المفتعل حولها ليسجل مزيدا من الهروب الجزائري نحو الأمام في معالجة صريحة لملف الصحراء المغربية، ذلك أن الحكومة الجزائرية اعتبرت أن «البحث عن محاور بديل عن جبهة انفصاليي البوليساريو يقود إلى الانسداد ويطيل في عمر وضعية أضرت كثيرا بشعوب المنطقة»، لتخلص إلى أن الرباط مدعوة للتحاور مع هذه الصنيعة الجزائرية. وجددت الحكومة الجزائرية تأكيد رفضها لرهن تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين بأي شرط مسبق، وتمسكها في الوقت نفسه بمبدإ بناء الاتحاد المغاربي، وبتطوير علاقاتها مع المغرب للإسهام في إيجاد جو مناسب لمرحلة جديدة في المنطقة. من جهة ثانية، استبعد بلخادم، في برنامج تلفزي بث أول أمس، عقد لقاء بين جلالة الملك محمد السادس والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة مشاركتهما يوم 15 غشت المقبل في احتفالات إنزال الحلفاء بمدينة تولون الفرنسية، مثلما قلل من إمكانية إعادة فتح الحدود بين الجارين حاليا، وقال إن البلدين ينبغي أن يتوصلا إلى تسيير عادي لعلاقاتهما، وإنه متى تم التوصل إلى حل للمشاكل العالقة فسيصبح من السهل فتح الحدود، ملمحا في الوقت نفسه إلى إمكانية عقد قمة بين قائدي البلدين لترقية العلاقات الثنائية. عبد الرحمان الخالدي