عبرت الجزائر عن رفضها المشاركة في أي قمة رباعية مرتقبة تجمعها إلى جانب المغرب وفرنساوإسبانيا لبحث قضية الصحراء المغربية والتوصل إلى حل سياسي يرضي كل الأطراف المعنية بمعزل عن هيئة الأممالمتحدة. وأشار عبد العزيز بلخادم، وزير الخارجية الجزائري، في ندوة صحافية عقدها إلى جانب نظيره الإسباني أنخيل موراتينوس، خلال زيارة قام بها هذا الأخير إلى الجزائر عشية أول أمس (الاثنين) استغرقت بضع ساعات، إلى أن بلاده ترغب في تحسين علاقاتها مع المغرب في استقلال عن ملف الصحراء المغربية وتطوراته والتدخل الجزائري فيه. وفي هذا السياق نقلت جريدة الخبرالجزائرية في عددها ليوم أمس (الثلاثاء) تصريحا لعبد العزيز بلخادم أكد فيه أن بلاده ترغب في تحسين علاقتها مع المغرب، مضيفا قوله «لكننا لا نريد أن يكون لهذا التعاون أي شروط، سواء بمسار الصحراء أو بإطار هذه القضية». وجاء رد وزير الخارجية الجزائري جوابا عن سؤال حول إمكان مشاركة الجزائر في قمة رباعية مرتقبة تجمعها إلى جانب المغرب وفرنساوإسبانيا لإيجاد حل سياسي للقضية، خاصة وأن جريدة إلموندو الإسبانية قد كشفت الأسبوع الماضي، على هامش زيارة ساباتيرو لفرنسا ولقائه الرئيس جاك شيراك، عن جدوى عقد قمة رباعية بمبادرة فرنسية إسبانية تجمع الدول الأربع للبحث عن حل لقضية الصحراء المغربية في غضون الأشهر الستة الإضافية التي منحها مجلس الأمن قصد التوصل إلى صيغة ترضي كل الأطراف المعنية، وهي الفترة التي ستنتهي في أكتوبر .2004 من جانب آخر اكتفت جريدة الخبر بتقديم الموقف الجزائري من قضيتنا الترابية، ولم تذكر بالموقف الإسباني في الموضوع، وهو الموقف الذي طالما عبر عنه رئيس الحكومة خوسي لويس ساباتيرو في أكثر من مناسبة، منذ توليه مسؤولية التدبير والتسيير في الشهر الماضي، والقاضي بتسخير الدبلوماسية الإسبانية على أعلى مستوياتها للعمل على أن يدخل المغرب والجزائر في حوار يفضي إلى التوصل إلى اتفاق الأطراف المعنية على صيغة تضمن كل حقوقها. وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الحكومة الإسبانية لويس ساباتيرو قد عبرا خلال الأسبوع الماضي بباريز عن رغبتهما في التوصل إلى حل لنزاع الصحراء المغربية خلال الأشهر الستة المقبلة. جدير بالذكر أن فرنسا كانت، وما تزال، تؤيد مغربية الصحراء، بينما إسبانيا، من خلال ما أعلن عنه رئيس حكومتها ساباتيرو بالمغرب يوم 24 أبريل الماضي بالدار البيضاء، أصبحت تؤيد حلا يرضي جميع الأطراف ويحظى بالإجماع من لدن كل الأطراف المعنية، بينما ما تزال الجزائر تعتبر نفسها غير معنية بملف الصحراء المغربية، وتظن أنه يمكن بناء مغرب عربي قوي بغض النظر عن الموقف الجزائري السلبي من قضيتنا، في الوقت الذي يعتبر فيه المغرب أن العائق الأهم في طريق بناء مغرب عربي قوي هو الموقف الجزائري من الصحراء المغربية. عبد الرحمان الخالدي