أعرب رئيس الوزراء الإسباني خوسي لويس رودريغيث سباثيرو أول أمس أثناء زيارته للجزائر أنه واثق من إمكانية حل قريب لنزاع الصحراء المغربية، مضيفا أنه سيتم التوصل إلى ذلك الحل فيأقرب وقت ممكن. وأكد سباثيرو، الذي زار الجزائر يوم الأربعاء الماضي في أول زيارة له إلى هذا البلد المغاربي، في ندوة صحافية على ضرورة أن يأتي حل نزاع الصحراء الغربية من قبل منظمة الأممالمتحدة باتفاق جميع الأطراف، مشيرا إلى أن خطة بيكر بها الكثير من الإيجابيات، إلا أنه أوضح أنه لا يجب الخضوع لها ولا استبعادها في الوقت ذاته، وأكد قائلا إن الحكومة الإسبانية، مثل غيرها من الحكومات، على استعداد للمساهمة في هذا الحل الذي يجب أن يحترم الدور المسيطر والرئيسي والحاسم لمنظمة الأممالمتحدة، والذي يجب كذلك أن يفي بموافقة كل الأطراف، حتى يسهل تطبيقه، مشيرا كذلك إلى أن حكومته لن تترك أي جهد لتخطي ذلك النزاع الذي تسبب في العديد من خيبات الأمل، معربا عن ثقته في أنه سوف يتم التوصل إلى ذلك الحل في أقرب وقت ممكن. وقد جاءت تصريحات سباثيرو بشأن موضوع الصحراء المغربية ساعات قليلة بعد تصريحات مماثلة لوزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنييه الذي زار الجزائر يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، حيث دعا إلى إعطاء دفعة جديدة للحوار الأساسي بين الجزائر والمغرب حول الصحراء، مؤكدا أن المغرب والجزائر ليسا في حاجة لوكيل ولا رعاية لإجراء حوار حول نزاع الصحراء. وفي ما يتعلق بأطراف الحوار حول النزاع، قال سباثيرو في الندوة الصحافية المذكورة إن الأمر يتعلق بالمغرب وجبهة البوليساريو وإسبانيا وفرنسا والجزائر في حال كانت هذه الأخيرة مستعدة. ورأى مراقبون إسبان أن تصريحات رئيس الحكومة هذه قد تفيد إخراج الجزائر من الحوار وعدم اعتبارها طرفا أساسيا، وهو ما يتعارض حتى اليوم مع الموقف المغربي الذي يعتبر أن الجزائر هي الطرف الرئيس في نزاع الصحراء المغربية، وأن المشكل مغربي جزائري، أخذا في الاعتبار وقوف الجزائريين وراء إنشاء جبهة البوليساريو ودعمها، غير أن سباثيرو قال إن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أعرب له عن تأييده للموقف الإسباني بهذا الشأن. وفي تصريحات لاحقة لتصريحات رئيس الحكومة الإسبانية، قال وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم إن الأطراف الرئيسية في نزاع الصحراء هي المغرب وجبهة البوليساريو، بينما يبقى دور بلاده هو الدفاع عن حدودها في وجه البلد المجاور في إشارة إلى المغرب. وكان سباثيرو قد زار الجزائر يوم الأربعاء الماضي مرفوقا بوزير الخارجية ميخيل أنخيل موراتينوس ووزير الصناعة والتجارة والسياحة، خوسي مونتيل. وترتبط الجزائر وإسبانيا باتفاق حسن الجوار منذ أكتوبر 2002 خلال زيارة رئيس الحكومة الإسباني السابق خوسي ماريا أزنار، كما تستورد مدريد 60 في المائة من حاجاتها من الغاز من هذا البلد المغاربي. إدريس الكنبوري