يحل وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم ونظيره الإسباني أنخيل موراتينوس بالمغرب يوم الأحد المقبل في زيارة ذات طبيعة ثقافية تتعلق بالاستجابة لدعوة نظيرهما المغربي محمد بن عيسى، رئيس منتدى أصيلة، للمشاركة في الندوة الافتتاحية لموسم أصيلة الثقافي الدولي السادس والعشرين التي تحمل عنوان أوروبا الموسعة والتعاون الأوروبي المتوسطي.. أي مستقبل؟، والذي تمتد أشغاله من ثاني إلى رابع غشت المقبل. وأوردت بعض المصادر المطلعة أنه بالإضافة إلى تقييم وضعية العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وبلدان المغرب العربي، فإن رئيس الديبلوماسية الإسباني سيغتنم هذه المناسبة لمناقشة آفاق البحث عن اتفاق بين الأطراف حول مشكل الصحراء مع محاوريه بعد فشل مخطط جيمس بيكر. وتأتي زيارة وزيري خارجية إسبانياوالجزائر للمغرب في وقت تعرف فيه المنطقة بشكل عام حركة دبلوماسية قوية ومتواصلة من أجل تقريب وجهات النظر حول الموقف من قضية الصحراء المغربية، العائق الكبير أمام نهضة اتحاد المغرب العربي. ذلك أن آخر ما يمكن أن نسجله في هذا الإطار هو الرسالة التي بعث بها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الخامسة لتربعه على العرش، وفيها عبر عن رغبته في أت تحقق العلاقات الثنائية بين البلدين مزيدا من التطور خدمة لصالح الشعبين وللمنطقة ككل، معربا عن إعجابه الشديد بما يحققه المغرب تحت قيادة جلالة الملك. وقريبا من هذا جدد وزير خارجية إسبانيا قبل يومين موقف بلاده من قضية الصحراء المغربية الذي أصبح يحقق توافقا مع الموقف الفرنسي، وأكد أن النزاع حول الصحراء يعرقل الاتحاد المغاربي، داعيا في الوقت نفسه الى إيجاد حل لهذا المشكل لا يكون فيه غالب أو مغلوب. وحيث إن مهرجان أصيلة سيكون مناسبة لتبادل وجهات النظر المختلفة حول العديد من القضايا الإقليمية بما فيها قضية الصحراء المغربية، فإنه من المنتظر جدا أن يعاود موراتينوس طرح موقف بلاده الذي صرح به أخيرا لإحدى الصحف الإسبانية، وحينها قال: يجب علينا أن نعترف، كما أظهرت ذلك ثلاثون سنة من التاريخ الحديث أنه لا يمكن أن نفرض حلا لمشكل الصحراء يكون فيه غالب ومغلوب مضيفا، للمصدر نفسه، أنه لهذا السبب قررت الحكومة الإسبانية الجديدة الانتقال من سياسة الحياد السلبي إلى الدبلوماسية النشيطة من أجل تشجيع الحوار بين جميع الاطراف والبلدان المعنية. من جانب آخر ما تزال الجزائر وفية لخيارها المناوئ لوحدة المغرب الترابية، ومعلنة انحيازها الكامل لجبهة انفصاليي البوليساريو، رافضة الدخول في حوار مباشر مع المغرب للتباحث حول هذا الموضوع تحديدا بالرغم من دعوات المجتمع الدولي، كان آخرها دعوة السفير الأمريكي بالمغرب أثناء حديثه عن ملف الصحراء في لقاء إذاعي يوم الثلاثاء الماضي. وحينها أكد المسؤول الأمريكي أنه إذا توصل المغرب والجزائر إلى اتفاق فإن ذلك سيشكل بادرة جيدة وأنه بإمكان الأممالمتحدة والدول المعنية أن تساهم في تسوية هذه القضية. وأكدت مصادر إعلامية مطلعة أنه سيحضر الندوة حوالي 30شخصية سياسية وأكاديمية من أوروبا وجنوب شرق البحر الأبيض المتوسط، من بينهم، كما أشارت إلى ذلك الشرق الأوسط لوي ميشال، نائب رئيس الحكومة البلجيكية السابق، وماريا تيريزا جوفيا، وزيرة خارجية البرتغال السابقة، كما وجهت الدعوة إلى الحبيب بن يحيى، وزير خارجية تونس، بيد أنه اعتذر لارتباطه باجتماع لسفراء بلاده في الخارج. جدير بالذكر أن الآراء التي يتقدم بها المشاركون الدبلوماسيون في فعاليات موسم أصيلة الثقافي، إنما تلزمهم وحدهم، ولا تتعداهم لتكون رأيا يلزم حكوماتهم ومؤسساتهم التي يمثلونها. عبد الرحمان الخالدي