بشكل مفاجئ وغير متوقع، وبعد يوم واحد فقط من إلغاء المغرب لنظام التأشيرة المفروض على الرعايا الجزائريين منذ 10 سنوات، ألغى وزير الخارجية الجزائري، عبد العزيز بلخادم، أول أمس الزيارة التي كان من المنتظر أن يقوم بها إلى المغرب الأحد الماضي، بدعوة من نظيره المغربي محمد بن عيسى، بهدف المشاركة في الندوة الافتتاحية لموسم أصيلة الثقافي الدولي السادس والعشرين، والتي تحمل عنوان أوروبا الموسعة والتعاون الأوروبي المتوسطي.. أي مستقبل؟". ولم تورد الخارجية الجزائرية توضيحا رسميا حول سبب إلغاء الزيارة، كما لم يقدم المسؤول الإعلامي بالوزارة نفسها، الذي أعلن الخبر أول أمس الأحد، بيانا في الموضوع، بل اكتفى بالقول: لقد كان عبد العزيز بلخادم مدعوا للمشاركة في لقاء ثقافي من لدن نظيره المغربي، غير أن وزير الخارجية قرر أخيرا عدم الذهاب إلى المغرب. وتحدثت الصحافة الجزائرية في عدد أمس الإثنين عن إلغاء الزيارة غير المتوقع، خاصة بعد أن قرر المغرب من جانبه إلغاء التأشيرة على الرعايا الجزائريين الراغبين في دخول المغرب اعتبارا من يوم الجمعة الماضي الذي صادف الذكرى الخامسة لتربع جلالة الملك على العرش. وفي هذا السياق أشارت لوسوار دالجري إلى أن الهدف من الزيارة لم يكن واضحا، وتساءلت الصحيفة هل الأمر يتعلق ببحث العلاقة بين دول ضفتي البحر الأبيض المتوسط، أم بزيارة ثقافية؟ لتخلص الصحيفة إلى أن عبد العزيز بلخادم، على فرض زيارته للمغرب، فإنه لن يتطرق إلى موضوع إلغاء المغرب التأشيرة على الرعايا الجزائريين، وهي التي كانت مفروضة عليهم منذ 1994 عقب الأحداث التي هزت فندق أطلس أسني. من جانب آخر اقتصرت جريدة لكسبرسيون على خبر إلغاء الزيارة ولم تورد تفصيلا في الخبر، بل اكتفت بتأكيد عزم السلطات الجزائرية إلغاء التأشيرة المفروضة على الرعايا المغاربة الراغبين في دخول التراب الجزائري في غضون الأيام المقبلة، وتساءلت الصحيفة حول ما إذا كانت هذه المبادرة ستنهي مرحلة من التوتر والتشنج التي طبعت العلاقة بين البلدين على مدى عقود. ويرى بعض المراقبين أن المغرب بإقدامه على خطوة جريئة نحو الأمام في مسلسل إعادة بناء الثقة مع الجزائر قد أحرج حكومة الرئيس بوتفليقة، وأصبح الشعبان المغربي والجزائري، فضلا عن العالم العربي والمجتمع الدولي ينظرون إلى طبيعة ومستوى رد الفعل الجزائري على هذه المبادرة المغربية، وبالتالي فمن غير المستبعد أن تكون المبادرة المغربية من وراء إلغاء الزيارة وانتظار توفر جميع الشروط الضرورية للإعلان عن المبادرة الجزائرية المنتظرة. وفي مقابل غياب وزير الخارجية الجزائري عن اللقاء الثقافي الذي ينظمه منتدى أصيلة تحت رئاسة وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى، حل رئيس الدبلوماسية الإسبانية أنخيل موراتينوس بالمغرب أول أمس الأحد وعقد أول لقاء له مع بن عيسى في اليوم نفسه، وقالت وكالة الأنباء الفرنسية أ إف ب إنهما تطرقا إلى المصالح المشتركة بين البلدين، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل، ولا عن المواضيع التي تم، أو سيتم التطرق إليها بين رئيسي دبلوماسية الرباط ومدريد. وشارك موراتينوس أمس الإثنين في الندوة الافتتاحية لمنتدى أصيلة الثقافي في موضوع أوروبا الموسعة والتعاون الأوروبي المتوسطي.. أي مستقبل؟. وستستمر أشغال هذا المنتدى إلى غاية يوم غد الأربعاء. عبد الرحمان الخالدي