أكد متدخلون، في اللقاء الصحافي الذي خصص أول أمس (الإثنين) بالراشيدية لاطلاع الصحافيين بحالة اجتياح الجراد للمنطقة، أن الجزائر لم تبد أي تعاون أو تنسيق مع المغرب لمكافحة الجراد القادم من صحاريها الجنوبية، مثلما أنها (أي الجزائر) لا تعالج بشكل جدي آفة الجراد بمناطقها، بل تتركه يمر إلى جارتها المغرب، على اعتبار أن هذه الآفة لا تضر بها في شيء مادامت تنحصر في مناطق قاحلة بها. وأفاد في هذا السياق، محمد الهراس، رئيس المركز الجهوي للاستثمار الفلاحي بالراشيدية، أن ليس هناك أي اتصال مع الجزائريين فيما يخص التنسيق في عمليات مكافحة الجراد، وذلك بخلاف التنسيق الموجود والمتواصل بين المغرب وموريتانيا منذ الاجتياحات الأولى لأسراب من هذه الحشرات للمغرب. وأضاف الهراس أن الجراد الذي اجتاح الرشيدية قدم من الجزائر منذ متم شهر أكتوبر الماضي، ودخل المنطقة عبر ثلاث طرق، هي نفسها التي كان يدخل عبرها في سنوات مضت. ولأجل التصدي للجراد الجزائري تم تحديد ثلاثة خطوط دفاع: أولها يوجد على النقط الحدودية القريبة في الجزائر، وثانيها بالقرب من واحة الراشيدية وثالثها بمنطقة الريش كأبعد نقطة بشمال الإقليم. وتعمل خطوط الدفاع هاته وفق استراتيجية تقوم على أساس حماية الواحة والمناطق الزراعية، وكذا الحيلولة دون اجتياح الجراد لمناطق في الشمال كميدلت مثلا، لذلك تم تكثيف عمليات المكافحة على الخط الدفاعي الأول، وأصلحت مدرجات نزول الطائرات في كل من المراكز المحلية، مع إحداث وحدتين ميدانيتين في المناطق الحدودية بكل من تافراوت وفزو قصد القيام بالمراقبة عن قرب والتدخل السريع للحفاظ على الواحات. وأشاد المصدر ذاته بتعاون سكان المنطقة مع المركز الجهوي لمحاربة الجراد بالراشيدية فيما يخص الإشعار بوجود هذه الحشرات وتحديد مناطقها بالضبط، مشيرا إلى أن السكان استعملوا عند أول دخول لبعض حشرات الجراد لواحة الراشيدية طريقة التحياح التقليدية لإخراج الجراد من الواحة دون استعمال مبيدات للقضاء عليه قد تضر بمغروسات المنطقة الفلاحية. وفي هذا السياق، أكد رئيس المركز الجهوي للاستثمار الفلاحي أنه لم يتم تسجيل أي خسائر فلاحية تذكر، بل إن هذا الموسم الفلاحي لهذه السنة يعتبر الأفضل بالمنطقة منذ سنوات عدة. كما نفى نفيا باتا أن يكون قد تم تسجيل أية حالة إصابة بالتسمم في صفوف السكان، مذكرا بأنه جرت منذ الفاتح من شهر مارس الماضي إلى حدود الآن أكثر من 3000 عملية فحص للسكان لم يتم رصد أية حالة مرضية بعدها، كما تم أيضا، إلى جانب ذلك، إنجاز حملات تحسيسية لفائدة سكان المنطقة والمنتخبين لضمان مشاركتهم من جهة وتجنب استهلاك الجراد وتفادي الآثار السلبية على الصحة البشرية والحيوانية من جهة أخرى. ولم يخف المتدخل مخاوفه من المرحلة المقبلة من اجتياح الجراد، ذلك أنها مرحلة هي الأصعب والأهم على حد قوله إذ ستشهد تفريخ بويضات الجراد المستقر على جنبات واحة الرشيدية. ويعتبر الجيل الجديد من هذا الجراد الأكثر خطورة لأنه يكون ذا شهية جد مفتوحة للأكل. ومما سيزيد الوضع تعقيدا وخطورة، لا قدر الله، يقول المصدر، توالي اجتياح أسراب جديدة من الجراد الجزائري مستقبلا، حيث سينضاف إلى الجراد المولود بالمنطقة ومن تم سيكون من الصعب جدا محاربة هذه الآفة. وأما فيما يخص المساحات التي تم فيها وضع البيض من طرف أسراب الجراد، فإن المركز الجهوي لمحاربة هذه الآفة أشار، في بلاغ صحافي له، إلى أنه وضع استراتيجية خاصة بمحاربة اليرقات، حيث اعتمدت أساسا على التعرف وتحديد المناطق المعنية وتجنيد وحدات ميدانية للتدخل عن قرب في الطور المناسب، مع تكثيف المراقبة حول الواحات وسيشرع المركز، بحسب البلاغ، في عمليات المعالجة بعد أسبوع من خروج اليرقات. يشار ختاما إلى أنه تمت معالجة ما ينيف عن 98 ألف هكتار إلى غاية 3 أبريل الجاري بمنطقة الراشيدية التي تمثل حوالي 8 بالمائة من مجموع تراب المغرب بمساحة تبلغ شساعتها حوالي 60 ألف كلم مربع. يونس البضيوي/الرشيدية