فوجئ سكان منطقة طاطا في الأيام الأخيرة الماضية بغزو مباغث للجراد اجتاح حقولا زراعية. وأفاد مراسل التجديد من المنطقة أن هذا الجراد، الذي غزا جماعة قصبة سيدي عبد الله بن مبارك تحديدا، قد أتى على الأخضر واليابس، مخلفا وراءه خسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية. وفي ظل تحركات محتشمة من لدن السلطات المختصة في مكافحة هذه الآفة، يقول المصدر ذاته، بادر سكان المنطقة إلى تنظيم أنفسهم في جماعات لطرد الجراد، باتباع طريقة التحياح، كما يصطلح عليه عادة في مثل هذه المناطق الجنوبية. وعلق مصدر من المركز الوطني لمكافحة الجراد على خبر اجتياح هذه الحشرات لمناطق زراعية بإقليم طاطا بالقول إن الأمر يتعلق بيرقات الجراد، التي تفرخت قبل شهرين أو أكثر، وتستقر الآن في أغلب المناطق الجنوبية التي كانت مجتاحة في ما سبق من لدن الجراد الكبير الوافد من موريتانيا. وأضاف المصدر المطلع أن شهية هذه اليرقات عادة ما تكون مفتوحة تجعلها تأتي على الأخضر واليابس، مؤكدا أن عمليات المكافحة مستمرة، إذ تمت معالجة ما يناهز المليون و100 ألف هكتار من المناطق التي تعرف اجتياحا من طرف الجراد، ضمنها أزيد من 436 ألف هكتار توجد بها يرقات الجراد. وكان خبراء من منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) قد لاحظوا في وقت سابق أنه بالرغم من الجهود المكثفة المبذولة لمكافحة الجراد الرحال، فإن التهديد يظل قائما في غرب وشمال غرب إفريقيا، مشيرا إلى أن مرحلة وضع البيض ثم التفريخ فالتوالد إلى غاية تكون الجراد عملية جارية ومتواصلة على مساحات شاسعة في ظروف مواتية مرتبطة بفصل الربيع بجنوب جبال الأطلس في كل من المغرب والجزائر، معتبرا أن الأمر يتعلق بأكبر اجتياح للجراد قد يتهدد المنطقة منذ 10 سنوات. لكن وزارة الفلاحة ما فتئت تقلل من خطر يرقات الجراد التي تجتاح مناطق بالجنوب والجنوب الشرقي من البلاد، وتنفي أن تكون هذه الحشرات قد خلفت خسائر في المحاصيل الزراعية لحد الساعة، وفي ذلك قال امحند العنصر وزير الفلاحة والتنمية القروية، في لقاء صحافي عقده أخيرا بالرباط، إن آفة الجراد التي عرفتها بعض مناطق المملكة ليس لها لحد الآن أي تأثير على إنتاج الحبوب والمنتوج الفلاحي عموما خلال الموسم الحالي، وعلل عدم تأثير يرقات الجراد هذه بكون المناطق التي عرفت انتشار الجراد تتميز بمحدودية النشاط الزراعي بها. يونس البضيوي