أعلن المغرب والجزائر في بحر الأسبوع الماضي رغبتهما في التعاون من أجل القضاء على آفة الجراد الجوال، الذي بات يشكل محور انشغالات البلدين، واتخاذهما الفوري للعديد من الإجراءات التي من شأنها الإسهام في الحد من انتشاره، وذلك عقب لقاء أخير جمع خبراء مغاربة وجزائريين في شأن الجراد بمقر المعهد الوطني لحماية النباتات بالجزائر. وخلال هذا الاجتماع استعرض الطرفان تطور الوضع السائد في المغرب والجزائر بخصوص انتشار الجراد ومخاطره على الطرفين معا، كما تم التطرق إلى الإجراءات الممكنة كخطة عمل مشتركة لمراقبة ومكافحة انتشار الظاهرة. وفي هذا السياق تم الاتفاق على قرارات يشرع في تنفيذها فورا من قبيل إعداد مخطط عمل للشروع في عمليات استكشاف ومعالجة المعلومات الخاصة بمكافحة الجراد على مستوى الحدود، كما تم الاتفاق على تحديد الإجراءات التطبيقية لتنفيذ هذا المخطط ميدانيا بالتشاور مع مراكز القيادة المركزية لمكافحة الجراد للبلدين. وتوصل الخبراء المغاربة والجزائريون في لقائهم الأخير حول سبل القضاء على آفة الجراد إلى عدد من الخلاصات منها، فضلا عن التنسيق الواجب بين البلدين، برمجة أعمال وقائية قصد إنجازها في الخريف المقبل. كما قرر الطرفان معا دعم جهود دول الساحل من خلال تجسيد العمل المشترك خلال موسم الصيف وتوجيه نداء للمجموعة الدولية للإسهام في أقرب وقت ممكن في الجهود المبذولة من قبل البلدان المعنية بآفة الجراد. وفي السياق نفسه، وعلى المستوى المغربي لوحظ في الأيام الأخيرة اجتياح موجة جديدة للجراد قادمة من منطقة بوعرفة ومن الجزائر، بعدد من المناطق المغربية منها منطقة أكادير وتارودانت وتلوين وأرفود والراشدية والجرف (20 كلم من أرفود)، أسفرت عن العديد من الخسائر مست النباتات وعددا من الأشجار بما فيها أشجار اللوز والزيتون والنخيل. وكانت تقديرات الخبراء العاملين في مجال مكافحة الجراد تشير إلى أن نهاية يونيو الماضي من المفترض أن تكون آخر محطة للقضاء على هذه الآفة، غير أن واقع الحال يؤكد أن غزو الجراد للعديد من المناطق المغربية ما يزال متواصلا، وفي هذا الإطار قرر المركز الوطني لمكافحة الجراد بأكادير تمديد عقدة كراء بعض الطائرات المستعملة في هذه المهمة من إسبانيا وجنوب إفريقيا لمدة 15 يوما إضافية بعدما انتهت آجال العقدة في نهاية الشهر الماضي. ع. اليوسفي