تنطلق بالعاصمة الجزائرية اليوم أشغال الاجتماع التشاوري لوزراء الفلاحة والتنمية القروية لبلدان المغرب العربي وبلدان الساحل حول مكافحة الجراد، الآفة الخطيرة التي أصبحت تهدد المنطقة كلها في أمنها الغذائي، وذلك بهدف وضع خطة مشتركة للقضاء على الجراد الجوال بعدما تبين فشل الجهود الفردية التي تقوم بها كل دولة على حدة، وتقييم حصيلة الجهود المتخذة في هذا الموضوع تحديدا، اعتبارا من اللقاء الأخير الذي جمع خبراء مغاربيين في التاسع والعشرين والثلاثين من الشهر الماضي بالرباط. وعلى مدار شهر يوليوز الجاري، كانت الدول المغاربية تشتغل في إطار محاربة الجراد الجوال وفق برنامج استعجالي تم التوصل إليه في مطلع الشهر الجاري، على أساس فرضية احتمال اجتياح جديد للمنطقة ابتداء من الخريف المقبل، وذلك بتعاون مع منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة فاو. وحينها أفاد بلاغ للأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي التي دعت إلى الاجتماع، بأنه اتفق على تركيز عمليات المكافحة الأساسية والاستعجالية في موريتانيا بحكم الموقع الجغرافي كبؤرة طبيعية للتكاثر الصيفي والانطلاق نحو دول الجوار بالشمال، على أن تسخر الدول المغاربية والمجموعة الدولية إمكانيات إضافية قصد دعم جهاز التدخل الموريتاني، وأنه نظرا لامتداد مناطق التكاثر الصيفي إلى كل من مالي والنيجر والسينغال وتشاد فقد شدد المشاركون على أهمية مبادرة المجموعة الدولية بمؤازرة هذه الدول لمكافحة هذه الآفة والحيلولة دون تسربها بكثافة نحو الشمال. ويأتي انعقاد هذا الاجتماع، ضمن سلسلة من الاجتماعات المماثلة، ليؤكد أن خطر الجراد ما زال قائما وأن الجهود المبذولة لم تؤد بعد إلى النتائج المرجوة، الأمر الذي دفع بمنظمة الأممالمتحدة للتغذية والزراعة إلى التحذير من انتشار هذه الآفة ومن عدم التصدي لها، معتبرة أن انتشاره من شأنه أن يلحق خطرا حقيقيا ببعض الدول الإفريقية كموريتانيا والتشاد والنيجر ومالي على الخصوص. ولإبراز القصور الدولي في القضاء على هذه الآفة، سبق لوزير الفلاحة والتنمية المغربي، الذي حل بالجزائر للمشاركة في الاجتماع الحالي، أن أكد أن التعاون الدولي في مجال مكافحة الجراد لا يرقى إلى حاجيات الدول المتضررة، كما أن الرئيس السينغالي عبد اللاي واد طلب من قادة مجموعة الدول الثمانية الأكثر تصنيعا في العالم إعلان الحرب على الجراد الجوال الذي يحطم آمال الملايين من الرجال و النساء والأطفال بافريقيا. من جانب آخر، ينص برنامج العمل المغاربي للقضاء على الجراد برسم المرحلة القادمة على تدابير إضافية تتمثل في تكوين مخزون استراتيجي من المبيدات على الصعيد الوطني، وتأهيل سريع للعناصر البشرية المهتمة بالمكافحة، بالإضافة إلى تنظيم استكشافات مشتركة بين دول الاتحاد خاصة في المناطق الحدودية، وتطوير تقنيات المكافحة الوقائية على أساس علمي. ولتفعيل هذا البرنامج، وضع الخبراء المغاربيون خططا تنظيمية فيما بين المصالح المختصة ببلدانهم لإضفاء المزيد من النجاعة على عمليات مكافحة آفة الجراد الصحراوي، ترتكز على تبادل خرائط المناطق المجتاحة والمعلومات في مجالات مسح واستكشاف حركية الجراد الصحراوي بكيفية منتظمة ومتواصلة. غير أن أسراب الجراد ما تزال تواصل اجتياح العديد من المناطق بالمغرب نموذجا منذ بداية السنة الجارية، وامتد نطاق الغزو لتشمل مناطق من الناحية الشرقية كوجدة وبوعرفة وتاوريرت والمنطقة الجنوبية الوسطى كالراشدية ومناطق أخرى في جنوب المغرب كأكادير ونواحيها. عبد الرحمان الخالدي