يرتقب بعض الخبراء في المجال الفلاحي والبيئي حدوث أكبر اجتياح للجراد خلال السنة المقبلة، على خلاف تطمينات المسؤولين التي تقلل من حجم خطورة هذه الآفة التي باتت تهدد الأمن الغذائي للعديد من الدول بما فيها المغرب والجزائر، ودول إفريقية أخرى. وفي هذا السياق، أشار المرصد الوطني لمكافحة الجراد بمدينة أكادير أمس الأربعاء إلى أنه قد تمت معاجة ما يفوق مليوني هكتار في كل أٌقاليم كلميم وطاطا ووارزازات والرشيدية ووجدة وميسور وتازة وخنيفرة، مؤكدا أنه في إطار التعاون بين بلادنا وكوريا، فقد توصل المغرب ب42 سيارة وثلاث شاحنات للاستفادة منها في محاربة آفة الجراد. وحسب تصريحات بعض الفلاحين فإن هذه الأسراب تهدد المحاصيل الزراعية، التي تشكل المورد الرئيس لأبناء هذه المناطق. ففي تصريح لجريدة التجديد أكد رئيس جمعية محاربة التصحر بالجرف، بإقليم الرشيدية المراني الحسن أن هذا الجراد القادم من الساورة والداورة والذي لم تتم معالجته في الحدود مع الجزائر أدى إلى تغلغله في الإقليم وبالتالي في كل المناطق الجنوبية، مشيرا إلى أن الاستعدادات المتخذة لمحاربته كانت أقل من حجم الآفة، وأن هيآت المجتمع المدني لم تنخرط في عملية المحاربة، لعدم استدعائها من جهة، ولغياب تكوينها في هذا المجال من جهة أخرى. ولم يكتف الجراد بتناول المحصولات الزراعية، بل تسبب لكثرته في انقطاع التيار الكهربائي مرات متعددة في اليوم، الشيء الذي أثر سلبا على الحياة العادية للمواطن. ومن جانب آخر، أفادت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة الفاو أن أسرابا من الجراد انتقلت من مواقع تكاثرها في شمال غرب إفريقيا نحو عدد من بلدان الساحل وخاصة موريتانيا والسينغال ومالي . وحذرت الفاو في بلاغ لها من أن أعدادا كبيرة من صغار الجراد ينتظر وصولها خلال الأسابيع المقبلة إلى هذه البلدان وكذا إلى النيجر وتشاد. كما أكدت المنظمة أن الزيادة الكبيرة في أعداد الجراد قد يهدد المزروعات خلال الأشهر المقبلة. ودعت إلى تقديم المزيد من المساعدة الدولية لمواجهة انتشاره. علي أبو بكر