أعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اليوم الاثنين انتهاء القسم الأكبر من العمليات العسكرية الروسية في أوسيتيا الجنوبية، فيما حذّر الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الغرب من تداعيات التقاعُس عن مساعدة بلاده في الأزمة الراهنة. وقال الرئيس ميدفيديف: إن القسم الأكبر من العملية العسكرية في أوسيتيا الجنوبية انتهى بعد السيطرة على تسخينفالي عاصمة الجمهورية الانفصالية في جورجيا . وفي الوقت الذي تواصل الوساطة الفرنسية جهودها لتطويق الحرب الجورجية الروسية، أعلن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي أن ما بين 80 و90 طائرة عسكرية روسية أسقطت وأن مئات الجنود الروس قتلوا في النزاع المسلح بين موسكو وتبليسي. ومن المتوقع أن يصل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير برفقة نظيره الفنلندي ألكسندر ستوب إلى موسكو في وقت لاحق اليوم الاثنين للقاء الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف استكمالاً للجهود الدبلوماسية المبذولة من قبل فرنسا التي تتولى حاليًا رئاسة الاتحاد الأوروبي. وفي هذا الإطار قالت مصادر إعلامية: إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيقوم بزيارة إلى موسكو الثلاثاء؛ وذلك بهدف التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع العسكري الدائر منذ الخميس الماضي بين جورجيا وروسيا في إقليم أوسيتيا الجنوبية. وأضافت المصادر أن القيادة الروسية وزّعت مهام إدارة الأزمة مع جورجيا على ثلاثة مستويات، قيادة العمليات العسكرية ويتولاها الرئيس ديمتري ميدفيديف، والعمليات الإنسانية وكلف بها رئيس الوزراء الرئيس السابق فلاديمير بوتين، والمفاوضات والعملية الدبلوماسية لوزير الخارجية سيرغي لافروف. واستبق كوشنير زيارته للعاصمة الروسية بتصريح إعلامي من العاصمة الجورجية تبليسي، شدّد فيه على ضرورة إيجاد الوسائل الكفيلة بتحقيق وقف إطلاق نار فوري . واقترح الوزير الفرنسي خطة سلام من ثلاث نقاط يدعمها الاتحاد الأوروبي: احترام وحدة وسيادة أراضي جورجيا، ووقف فوري للعمليات العدائية، والعودة إلى الوضع الذي كان سائدًا على الأرض قبل اندلاع المعارك، ومن ثم الدخول في مفاوضات لإيجاد تسوية سلمية بإشراف أطراف دولية. وفي مقال نشرته جريدة وول ستريت جورنال أوروبا الاثنين حذّر الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الغرب من الثمن الذي قد يدفعه في حال التقاعُس عن مساعدة جورجيا وحماية ديمقراطيتها المهدّدة من قبل روسيا، حسب تعبيره. وكتب ساكاشفيلي: إذا سقطت جورجيا فهذا يعني سقوط الغرب في جميع دول الاتحاد السوفيتي السابق وما وراء هذه المنطقة . وأشار إلى أن قادة الدول المجاورة سواء في أوكرانيا أو دول القوقاز الأخرى أو آسيا الوسطى سيفكرون مليًا فيما إذا كان ثمن الحرية والاستقلال مرتفعًا جدًا في واقع الحال . وكان ساكاشفيلي قال: إن بلاده تشهد وضعًا غير مسبوق في التاريخ الحديث، واتهم روسيا بالاعتداء على الأراضي الجورجية، في إشارة إلى أن إقليم أوسيتيا الجنوبية لا يزال تحت السيادة الجورجية حسب الاعتراف الدولي.