وقّع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم السبت 16 غشت 2008 على وثيقة وقف إطلاق النار مع جورجيا عقب إرسالها إلى موسكو بالفاكس موقعه من الجورجيين، في غضون ذلك أعلنت جورجيا إن القوات الروسية لا تزال متمركزة على بعد أربعين كيلومترا عن العاصمة تبليسي . وقال الناطق باسم الخارجية الروسية، أندريه نيسترينكو، إن: الحكومة الروسية تلقت في وقت متأخر الجمعة نسخة من اتفاق وقف إطلاق النار موقعة من قبل الرئيس الجورجي ميخائيل شاكسفيلي، وأن ميدفيديف رأها إيجابية للغاية. وقبل التوقيع الروسي على الاتفاق، قال مسئولون أمريكيون: إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف تعهّد بأن تلتزم موسكو باتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّعت عليه جورجيا أمس الجمعة ، وأردف المسئولون قائلين: إن لافروف قطع هذا التعهّد على نفسه في مكالمة هاتفية مع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بعد مغادرتها العاصمة الجورجية تبليسي . إلا أن نائب رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال أناتولي نوجوفيتسين قال: إن الحديث عن تحديد موعد لانسحاب القوات الروسية من جورجيا سابق لأوانه، ويجب أن يَرْتبط بمفاوضات تنفيذ المبادئ الستة الواردة في الاتفاق . ويلزم الاتفاق روسيا أن تبدأ سحب قواتها التي دخلت جورجيا إثر النزاع المسلح الذي اندلع بعد محاولة تبليسي في أغسطس الجاري استعادة السيطرة على إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي الموالي لروسيا. وحول التوغل الروسي في الاراضي الجورجية، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية الجورجية شوتا أوتياشفيلي إن: حوالي عشر مدرعات روسية تمركزت على الطريق الرئيسي الذي يربط أوسيتيا الجنوبية الانفصالية بتبليسي قرب قريتي أيغوييتي وكاسبي، مشيرا إلى أن هذه القوات غادرت الجمعة مدينة غوري متوغلة لمسافات أبعد داخل الأراضي الجورجية . وأضاف المتحدث أن مدرعات روسية أخرى وناقلات جنود شوهدت متمركزة في محيط كاشوري بالمنطقة نفسها الآمر الذي لا يؤشر -بحسب تعبيره- إلى أن القوات الروسية تستعد لمغادرة غوري، المدينة الإستراتيجية التي تربط شرقي جورجيا بغربيها بالقرب من أراضي أوسيتيا الجنوبية. وأعلن أوتياشفيلي أيضا أن حوالى ألف جندي روسي وآخرين من القوات الأوسيتية غير النظامية تمركزوا في المنطقة نفسها في مدينة أكالغوري الصغيرة الواقعة داخل الأراضي الجورجية إلى الشرق من تسخينفالي عاصمة إقليم أوسيتيا الجنوبية. وكانت مصادر جورجية ذكرت أن 17 ناقلة مدرعة تقل نحو مائتي جندي روسي تقدمت الخميس إلى قرية تبعد 45 كلم شمال غرب العاصمة تبليسي في أعمق توغل للقوات الروسية منذ بدء العمليات القتالية في أوسيتيا الجنوبية قبل أكثر من أسبوع. يشار إلى أن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي ذكر في تصريح الجمعة أن دبابات روسية تقدمت في بلدتين أخريين وسط جورجيا وهما خاشاري وبورجومي، لكن لم تؤكد تقارير مستقلة هذه الأنباء. وينتظر أن تصل السبت إلى تبليسي طائرتا شحن أمريكيتان تحملان مساعدات إنسانية إلى جورجيا وفق المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، مع العلم أن هيئة الأركان الروسية شككت بطبيعة هذه المساعدات بعد إعلانها الجمعة مصادرة ترسانة من الأسلحة الأمريكية قرب مدينة غوري.