وصلت وزيرة الخارجية الأميركية العاصمة الجورجية أمس حاملة معها وثيقة لوقف إطلاق النار، تكفل انسحاب جميع القوات الروسية عدا قوات حفظ السلام التابعة لها والتي كانت ترابط في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليتين قبل بدء الأزمة. وفي طريقها إلى تبليسي، توقفت كوندوليزا رايس في باريس للقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وأعلنت الرئاسة الفرنسية عقب ذلك أن الجانبين دعيا طرفي النزاع للتوقيع دون تأخير على بروتوكول من ست نقاط وافق عليه الرئيسان الروسي ديمتري مدفيديف والجورجي ميخائيل ساكاشفيلي يوم 12 غشت الحالي بهدف تعزيز وقف الأعمال الحربية، وتعجيل انسحاب القوات الروسية إلى مواقعها السابقة. وشددت الوزيرة الأميركية بعد اللقاء على دعمها لوحدة أراضي جورجيا وعلى تعهد الرئيس الروسي بوقف العمليات العسكرية داخل أراضي جورجيا، وقالت «نأمل أن يحترم التعهد». ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي كبير اشترط عدم الكشف عن اسمه أن الاتفاق سيعطي لقوات حفظ السلام الروسية سلطة جديدة لكنها محدودة، لحراسة بعض المناطق في جورجيا لحين وصول قوات حفظ سلام ومراقبين من دول ثالثة. وأشار ذلك المسؤول إلى أن واشنطن لديها بواعث قلق بشأن هذه الترتيبات، لكنها رغم ذلك مستعدة لقبول الحراسة المحدودة من أجل وقف سريع لإطلاق النار يؤدي إلى خروج الجيش الروسي من جورجيا. وفي سياق جهود التوصل لحل الأزمة أعرب سفير روسياالأممي فيتالي تشوركين عن تفاؤله بقرب اعتماد مجلس الأمن الدولي مشروع قرار لوقف إطلاق النار في جورجيا، كما رحب بتوسيع دور قوة الأممالمتحدةبإقليم أبخازيا الانفصالي معربا عن استعداد بلاده النظر في نشر قوة أممية مماثلة بأوسيتيا الجنوبية. من جانبه لوّح وزير الدفاع الأميركي بإعادة النظر في العلاقات العسكرية المستقبلية مع روسيا، واستبعد تدخلا عسكريا مباشرا في النزاع الدائر حاليا بينها وجورجيا. وقال روبرت غيتس إن تمرينات عسكرية روسية أميركية وشيكة ستلغى، إذا لم تتراجع موسكو عما وصفه بالأعمال العدوانية. وأعرب في مؤتمر صحفي واكب إرسال المساعدات الإنسانية إلى جورجيا، عن قناعته بأن الجيش الروسي سينسحب من ثلاث مدن جورجية احتلها في جولات القتال الأخيرة ويعود إلى أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. وفي تطور سياسي قد يدفع الأمور لمزيد من التعقيد، أعلن رئيسا أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية تصميمهما على نيل الاستقلال عن جورجيا. وفي السياق قال الرئيس الروسي أثناء استقباله لهما بالكرملين أمس، إن موسكو ستدعم أي قرار يتخذه شعبا الإقليمين بشأن تقرير المصير. على الصعيد الميداني اتهمت جورجيا القوات الروسية بالسيطرة على ثلث أراضيها، وقالت الحكومة إن عشرات المدرعات الروسية بدأت توغلا بعمق أراضيها بعد سيطرتها على مدينة ومحاصرتها اثنتين. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم الداخلية قوله إن حوالي 130 مدرعة روسية خرجت الليلة الماضية من مدينة زوغديدي غرب البلاد، وبدأت بالتوغل بعمق الأراضي الجورجية. ويتناقض ذلك مع ما كان السفير الفرنسي في جورجيا قد أكده في وقت سابق، بأن موسكو تعهدت بسحب قواتها من مدينة غوري الجورجية الجمعة. وفي غوري شاهد مراسلون علامات على عمليات سلب ونهب ألقى السكان المحليون باللوم فيها على «مليشيات» من إقليم أوسيتيا الجنوبية المجاور. من جهتها قالت هيئة الأركان الروسية إنه يحق قانونا لقواتها لحفظ السلام وفرق الاستطلاع الانتشار في مرفأ بوتي ومدينة غوري.