صرح مسؤول فرنسي بأن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ، هدد ، في لحظة ما، بالانسحاب من محادثات عاصفة مع المسؤولين الروس دون التوصل الى اتفاق مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ، بشأن انسحاب القوات الروسية من جورجيا. وتمخضت المحادثات ، التي استمرت اربع ساعات ، في قلعة مايندورف ، قرب العاصمة الروسية، موسكو ، عن موافقة ميدفيديف على سحب قواته من اراضي جورجيا خارج المنطقتين الانفصاليتين خلال شهر، لكن روسيا لم تلتزم بخفض وجودها العسكري في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا؛ وهو ما اعتبره الرئيس الفرنسي ، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي بالاتفاق ، نصرا للدبلوماسية الاوروبية ، وقال انه اذا نفذ سيحول دون المزيد من القتل والمعاناة. لكن الابتسامة التي علت وجهه ووجه ميدفيديف خلال مؤتمر صحفي مشترك ، خبأت وراءها جوا مشحونا ساد اجتماعهما المغلق الذي حضره ايضا جوزي مانويل باروزو، رئيس المفوضية الاوروبية ، وخافيير سولانا ، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد. وقال مسؤول كبير في مكتب ساركوزي للصحفيين ، بعد الاعلان عن الاتفاق «سادت لحظات توتر للغاية.» والاتفاق الذي ابرم استكمال لخطة سلام مكونة من ست نقاط ، توسط فيها ساركوزي بين موسكو وتبيليسي، الشهر الماضي ، والتي قال الغرب ان روسيا لم تطبقها بالكامل. ويقول الغرب انه يجب على روسيا أن تنفذ نصف الخطة المكونة من ست نقاط بما في ذلك سحب قواتها الى المواقع التي كانت تتخذها قبل الحرب القصيرة مع جورجيا. ويقول الكرملين ان بندا في الاتفاقية يتيح له اتخاذ «اجراءات خاصة» تسمح بتمركز قوات في مناطق عازلة حول اوسيتيا الجنوبية وابخازيا ، وهو تفسير ترفضه جورجيا، ويرفضه الغرب أيضا. وصرح المسؤول الفرنسي بأنه في وقت ما من المحادثات ، لم يكن فيه ميدفيديف موجودا في القاعة ، حاول مسؤولون روس اسقاط اشارة الى مواقع ما قبل تفجر الصراع في السابع من اغسطس . وأضاف المسؤول ، الذي كان في طريقه الى تبيليسي ، بعد انتهاء زيارة الرئيس الفرنسي لموسكو «حينها وقف ساركوزي وقال «انا راحلون. هذا غير قابل للتفاوض.» وذكر ان كبار المسؤولين الروس ، ومن بينهم وزير الخارجية ، سيرغي لافروف ، استدعوا ميدفيديف الى القاعة ، وتراجع الخلاف على الفور. وقال «لدى عودة ميدفيديف، قال «فلنهدأ»، ولم يعلق الجلسة او يستدعي رئيس الوزراء الروسي بوتين». واحتفظ الاتفاق (الذي ابرم الاثنين الماضي) بالاشارة الى مواقع نشر القوات في السابع من اغسطس . وقال ميدفيديف ان روسيا حصلت على ضمانات من دول الاتحاد الاوروبي، ممثلة بفرنسا التي تتولى الرئاسة الدورية ، بأن تمتنع جورجيا عن أي استخدام للقوة لمحاولة استعادة السيطرة على اوسيتيا الجنوبية. وحذر ساركوزي ميدفيديف ايضا من مخاطر اعتراف روسيا الشهر الماضي باوسيتيا الجنوبية ، وابخازيا ، كدولتين مستقلتين في خطوة لم تحذو حذوها سوى نيكاراغوا وادانتها القوى الغربية. وقال المسؤول «ساركوزي قال لميدفيديف «احذر من مبدأ الحكم الذاتي. اذا طالب الروس به لابخازيا واوسيتيا، يمكن للشيشان ايضا ان يطالبوا به .» ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي ، خاضت روسيا حربين ضد الانفصاليين في الشيشان، وهي منطقة في شمال القوقاز غير بعيدة عن اوسيتيا الجنوبية.