نددت العديد من الدول الغربية بتأييد البرلمان الروسي لاستقلال إقليميْ أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، فيما أبدت موسكو استعدادها لقطع العلاقات مع حلف شمال الأطلسي (الناتو). ففي واشنطن أكد البيت الأبيض أنه لا يحق لأي دولة التدخل في تحديد مصير أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، مشددا على أن هذا الأمر يحسم من خلال المفاوضات بين المعنيين بالأمر. كما أعلن البيت الأبيض أنه يقوم بمراجعة علاقاته مع روسيا، التي اتهمها بعدم الوفاء بالتزاماتها التي نصت عليها خطة وقف إطلاق النار التي رعتها فرنسا. وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد وصفت تصويت البرلمان الروسي على قرار يدعو للاعتراف باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية عن جورجيا، بأنه «عمل غير مقبول». فيما دعت ألمانيا الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إلى تجاهل تصويت البرلمان الروسي، وقال مساعد المتحدث باسم الحكومة الألمانية «يجب عدم إعادة النظر في سيادة ووحدة الأراضي الجورجية». أما وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني فقد دعا موسكو ل»توخي الحذر الشديد، والأخذ بعين الاعتبار الوضع الحالي الشديد الحساسية بالمنطقة». وفي جورجيا ندد رئيس البلاد ميخائيل ساكاشفيلي بقرار البرلمان الروسي، واعتبر أن أي محاولة «لتغيير حدود أوروبا بالقوة، ستكون لها تداعيات كارثية». أما رئيس أوسيتيا الجنوبية إدوارد كوكويتي فأكد أن الاعتراف باستقلال أوسيتيا يحمل قدرا أكبر من الشرعية القانونية مقارنة مع استقلال إقليم كوسوفو الذي انشق عن صربيا بدعم من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. فيما ذهب الرئيس الأبخازي سيرغي باغابش للقول «لن تعيش أبخازيا ولا أوسيتيا الجنوبية بعد اليوم في دولة واحدة مع جورجيا». وفيما يتعلق بالعلاقة مع روسيا، قال الناتو قال إن مصير هذه العلاقة محكوم بمدى التزام موسكو بخطة السلام مع جورجيا. وقالت المتحدثة باسم الناتو، إن الحلف سيقيم العلاقة على ضوء التزام روسيا بما جاء في خطة السلام، مؤكدة الحرص على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة، «لا أحد في الناتو يريد أن يغلق الباب أمام روسيا، لكن في ظل الأوضاع الراهنة لا تمكن مواصلة الأوضاع كما كانت عليه قبل اندلاع الأزمة مع جورجيا». وجاءت هذه التصريحات بعد أن أبدى ميدفيديف استعداده لقطع علاقات بلاده مع الناتو، إذا ما قرر الأخير ذلك. ومع أن ميدفيديف أقر بصعوبة قرار كهذا، إلا أنه شدد على أن للناتو مصلحة أكبر من روسيا في التعاون، «إذا رفض التعاون، فإن ذلك لن يؤثر كثيرا علينا». وفي إطار التحركات الدبلوماسية أعلن البيت الأبيض أن ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي سيتوجه الأسبوع المقبل إلى جورجيا وأوكرانيا وأذربيجان حيث سيلتقي رؤساء البلدان الثلاثة. وأعلن البيت الأبيض في بيان أن تشيني سيقوم بهذه الزيارة «لإجراء محادثات مع هؤلاء الشركاء الأساسيين حول مصالحنا المتبادلة». فيما قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر إن القمة الأوروبية الاستثنائية التي دعت إليها فرنسا الاثنين المقبل، ستخصص «لتقييم الانسحاب الروسي»، مشددا على ضرورة حل الأزمة سياسيا. يأتي هذا فيما اتهمت جورجيا، روسيا بالإبقاء على جزء من قواتها في أراض جورجية. وبدورها اتهمت وزارة الدفاع الأميركية روسيا بعدم احترام بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بمواصلتها الإبقاء على «وجود عسكري كبير» في جورجيا.