يثير الهمّة راعي الحركة من أجل كل الديمقراطيين الكثير من الالتباس لدى المهتمين والمتتبعين للشأن السياسي المغربي، منذ أن استقال من منصبه السابق كوزير منتدب في وزارة الداخلية إلى اليوم، مرورا بكل الأحداث التي كان وراءها. لكن العلاقة بينه وبين الإسلاميين تثير لوحدها أكثر من استفهام وتساؤل، فهو مرّة لا يتوانى أن يهاجم حزب العدالة والتنمية حتى بدون سبب مفهوم، ثم تراه يتراجع عن موقفه الأول مرة أخرى، ويعلن أنه ضدّ قيادات بعينها وليس ضد الحركة الإسلامية ككل، لكن المراقبين يرون في الهمّة رأس الحربة في مواجهة، تحرّكها جهات غير معلومة، بدأها الهمّة لمّا كان وزيرا في الداخلية ضد العدالة والتنمية، وليست مواقف جديدة، أما إذا استحضرنا تصريحات بعض أعضاء مكتب التنفيذي لحركته، من اليساريين القدماء، ومواقفهم المعلنة من الحركة الإسلامية، فإن الأمر يزداد غموضا والتباسا. حول ما إذا كان بين الطرفين خصومة سياسية أم عداء. هناك من يفسّر هذه العلاقة المتوترة بأنها مجرّد خصومة سياسية، ويرى أن موقف الهمّة هو تكتيكي، تبعا لموقعه الذي ينفذ فيه استراتيجية للدولة، ليست خاصة به، وإن كان يعد الفاعل الأكبر فيها. لكن آراء أخرى تذهب إلى أن ماضي الهمّة التي تشير إليه أصابع الاتهام بكونه مسؤولا عن تعذيب الاسلاميين في السجون، حتى بات سجن تمارة مقترنا باسمه، وكذا التشكيلة التي تجمعه بيساريين قدامى، فيهم من أعلن موقفه العدائي للحركة الإسلامية، يدفع به أحيانا إلى التعبير عن مواقف متناقضة، يضرب بعضها في بعض، بعضها ناتج عن غياب رؤية واضحة ومجمع عليها، وبعضها ناتج عن مواقف متشنجة تجاه الإسلاميين. في هذا الملف الذي أعدته التجديد، نحاول أن نقف عند العلاقة بين الإسلاميين وحركة الهمّة، وكذا عند العلاقة الملتبسة بينه وبين اليسار القديم، عن طريق استقصاء آراء مختلفة، ومحاورة كل من رئيس حركة التوحيد والإصلاح محمد الحمداوي، والامين العام للدائرة السياسية بجماعة العدل والإحسان عبد الواحد المتوكل، كما حاولنا محاورة أحد الفاعلين في حركة الهمّة، إلا أنه اعتذر في آخر لحظة..