ما هي أسباب بقاء اشكالية التشغيل قائمة في المغرب؟ لقد كان ملف التشغيل أكبر ضحية لسياسة التقويم الهيكلي التي اتبعتها الدولة وفقا لإملاءات صندوق النقد الدولي والتي تفرض الحد من النفقات العمومية وبالتالي تراجع مجهود الدولة فيما يخص التشغيل وكان من نتائج هذه السياسة أن تفاقمت معدلات البطالة، لا سيما منذ الثمانينات، لتتحول إلى معضلة هيكلية تمس شرائح واسعة من الشباب بما في ذلك حاملي الشواهد العليا. وإن الحديث عن إشكالية التشغيل يدفعنا للحديث عن الأسباب الكامنة وراء استفحال هذه المعضلة التي عجزت كل الحكومات المتوالية عن إيجاد حلول ناجعة لها بالرغم من كثرة الشعارت بالقضاء على البطالة وتوفير أكبر عدد من فرص الشغل. و الواقع أن انعدام رؤية إستراتيجية و إرادة سياسية جادة وواضحة لدى الحكومة والفئات المدبرة لهذا الملف الشائك وكذا استشراء مظاهر الرشوة و المحسوبية والزبونية في المناصب، ليزيد من تعميق الهوة و استفحال هذه الأزمة. وقد باءت المبادرات بالفشل لكون سوق الشغل بالمغرب يرتبط بما هو اجتماعي واقتصادي وسياسي. وفي ظل غياب مخطط يهدف إلى ربط سوق الشغل بالتعليم اعتقد أن هذه الأزمة ستزداد أكثر. لماذا لا يبادر العديد من الأطر العليا للانخراط في مبادرات التشغيل (ادماج-مقاولتي-تاهيل) ؟ في الواقع كل هذه المبادرات هي مجرد برامج تستهدف فئات خاصة، وليس الأطر العليا ، زيادة على أن التجارب السابقة في هذه المبادرات أثبتت فشلها وأدت في بعض الحالات إلى سجن أصحابها بعد فشل مشارعهم، ورفض الأبناك تمويل العديد من المشاريع، وفشلها بعد مدة قليلة من انطلاقها. كما أن هذه المبادرات لا تستجيب إلى تطلعات الأطر العليا التي اجتهدت وبذلت مجهودات في سبيل مستقبل يضمن لها العيش الكريم. لماذا تطالب الأطر العليا بالوظيفة العمومية وتبدي تخوفا من القطاع الخاص؟ إن المجموعات الوطنية الأربع وكباقي الأطر المعتصمة بشوراع الرباط، تتشبث بحقها الدستوري في الإدماج المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية طبقا للقرارين الوزاريين 695/99 و888/99 الصادرين منذ سنة ,1999 كما أن الاتفاقات المبرمة بين الأطر العليا والحكومة تقضي بضمان هدا الحق وإعطاء الأولوية للقطاع العام، علاوة على أن القطاع الخاص بالمغرب قطاع غير مهيكل و بدون ضمانات. و اعتقد ان توفر الارادة الجادة لدى الحكومة والأطراف المتدخلة هو الكفيل بضمان حقنا في الإدماج المباشر في الوظيفة العمومية. كاتب عام مجموعة الاستحقاق وعضو منسقية المجموعات الاربعالنصر-الحوار-المبادرة-الاستحقاق.