جاء توقيت إنشاء قناة ميدي1 سات في سياق تميز بإطلاق قنوات فضائية أجنبية كفتح مكتب لقناة الجزيرة بالرباط، وافتتاح قنوات موجهة للعالم العربي من لدن روسيا وألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية تبث برامجها باللغة العربية، وهذا ما يعني حسب محمد العلالي أستاذ الإعلام بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط بأن إنشاء قناة ميدي1 سات يندرج في إطار صراع للاستحواذ على مناطق النفوذ الإعلامي. والملاحظ ـ يضيف العلالي ـ أن ميدي 1 سات عندما ظهرت أعلنت بقوة عن برنامج لم يتحقق على أرض الواقع، لأن جمهورها ما زال محدودا، وترتكز على البرامج الوثائقية ولم تستطع منافسة المنابر الإعلامية الأخرى. وحسب بعض المصادر فإن نسبة المشاهدة بها لم تتجاوز 6,1 % فقط. وقد كتبت الصحافة المغربية غير مرة عن الخط التحريري للقناة، وقالت إنه مطبوع بالازدواجية في الخطاب، والتغاضي عن القضايا الوطنية المغربية، وعدم الانسجام مع التوجهات الحكومية في مجموعة من القضايا، رغم مساهمة مجموعة من المؤسسات المالية المغربية في تمويلها، كما يغلب عليه الانحياز للدولة الجزائرية عبر تقديم كل الأخبار والمعلومات الخاصة كيفما كانت طبيعتها وأهميتها. كما أن تناول القناة للدين اقتصر على تمريرها لبعض البرامج المسيحية، في حين تتعمد تمرير تصريحات تسيء للدين الإسلامي، مما جعل الصحافة تتساءل عن مدى تطبيقها لدفاتر التحملات. أما بخصوص إنتاج البرامج فتتكلف بها الشركات الفرنسية دون غيرها من المؤسسات المغربية، كما تناولت الصحافة المغربية كثيرة مسألة التوظيف في القناة، إذ عابت على إدارة القناة تفضيلها للوجوه الفرنسية والشرقية أكثر من الكفاءات المغربية والمغاربية عموما... ولا بد للإشارة إلى العجز المالي الذي تعرفه القناة بسبب صرف الموارد المالية في التسيير، والتي ألقت بظلالها على العاملين بها، الذين بدأت تتوالى استقالتهم، كما أن المتتبعين للشان الإعلامي يلاحظون بأن المستوى العام للقناة ضعيف جدا مقارنة بما رصد لها من ميزانية وأثير حولها من نقاش...