- كيف تم اللقاء مع قناة الجزيرة؟ < في الحقيقة كان صدفة والفكرة في البداية جاءت بعد ما راج الحديث في الأوساط الإعلامية عن أن قناة الجزيرة الفضائية تعتزم فتح استوديوهات لها في الرباط لتبث منها نشرة خاصة بأخبار المنطقة المغاربية، حينها كنت أتهيأ لمغادرة قناة دبي الاقتصادية وكان ذلك عام 2005، فحبذت الفكرة وقلت لم لا، مادام العمل سيكون في بلدي والظهور لن يختلف في شيء، لكونه سيتم عبر شاشة الجزيرة من الدوحة. أول خطوة أقدمت عليها هي الاتصال بزميلي حسن الراشدي، مدير مكتب الجزيرة في المغرب سابقا، وكان آنذاك موجودا في الرباط لمعرفة تفاصيل المشروع، فقال لي إن مسألة توظيف المذيعين تبث فيها رئاسة التحرير بالإدارة المركزية للقناة في الدوحة. عندها فتحت قنوات الاتصال مع رئاسة التحرير في قناة الجزيرة وفي مثل هذه الأمور - كما يعرف الجميع هناك إرسال بيان للسيرة المهنية وشريط فيديو نموذجي من أعمالي في تلفزيون دبي، ليتم بعدها استدعائي إلى الدوحة لإجراء مقابلة شخصية واختبار حول تقديم نشرات الأخبار وإجراء المقابلات عبر الأقمار الاصطناعية بأسلوب قناة الجزيرة . وشاءت الصدف أن يتم استدعائي من طرف قناة الجزيرة بعد أيام قليلة من توصلي بعقد عمل من هيئة إذاعة وتلفزيون مملكة البحرين وتوجهت إلى المنامة، حيث شاركت في التحضير للشكل الحالي للتلفزيون وكلفت أيضا بالإشراف على القسم الاقتصادي هناك . وأنا في العاصمة البحرينية المنامة جاءني اتصال هاتفي من نائب رئيس التحرير في قناة الجزيرة، الأستاذ أيمن جاب الله، ليخبرني بقبول طلب التحاقي للعمل معهم في شبكة الجزيرة بوظيفة مذيع أخبار اقتصادية، لأخضع لتدريب آخر في تقديم النشرات الاقتصادية، وحينما عرضت نماذج التقديم على إدارة القناة ارتأى الأستاذ وضاح خنفر، المدير العام لشبكة الجزيرة الفضائية، أن أقدم الأخبار السياسية بدل الأخبار الاقتصادية ولازلت لحد الآن أتولى تقديمها. - ما سر الظهور على هذه القناة بدل القنوات الوطنية؟ هل للأمر علاقة بضعف فرص الاشتغال؟ أم أن الأمر يتعلق بأجواء العمل وشروطه واختلافه بين المغرب وقطر؟ < ليس هناك أي سر ولا علاقة للموضوع بضعف فرص الاشتغال، فحينما غادرت التلفزة المغربية في صيف عام 1999، كنت قد قضيت فيها عشر سنوات من العمل، لا أنكر أنها كانت تجربة مهمة في مشواري المهني وقفت فيها على الكثير من الأمور الغريبة التي كانت تشكل قطب الرحى في مطبخ دار البريهي والتي لا يتسع المجال الآن للخوض فيها. أما عن أجواء العمل وشروطه واختلافه بين المغرب وقطر، فيكفي أن أقول كما يقول علماء المنطق لا قياس مع وجود الفارق والفارق هنا بين الجزيرة ودار البريهي بعيد بعد السماء عن الأرض. - كيف تتعامل مع الأخبار المغربية وهناك ميثاق للشرف المهني عندكم في الجزيرة؟ < دعني هنا أحدثك عن تجربة صيف العام 2007 لأنها كانت من استوديو الجزيرة في الرباط، حيث انتدبت من قبل رئاسة التحرير لتقديم نشرات الجزيرة المغاربية، وهذه النشرات كما تعلم يغلب عليها الخبر المغربي، فكنت أقدمها بنفس الطريقة التي أقدمها بها في قطر، وأنا حينما أقدم أخبارا تخص بلدي أتفاعل معها طبعا لكونها تهمني، لكن تقديمها يكون بحياد وموضوعية كما يقدمها مذيعو قناة الجزيرة من جنسيات أخرى. - أنت الآن خارج المغرب. كيف تنظر لأداء القنوات التلفزيونية ؟ وكيف تقيم تعاطيها مع الخبر؟ أصدقك القول إذا قلت لك إنني أنزعج حينما أشاهد بالصدفة ما يبث على القناتين الأولى والثانية، مع شيء من الاستثناء طبعا، أما القنوات المحورية الأخرى، فأتعمد عدم مشاهدتها بعدما كنت قد تعرفت على بعضها يوم تم الإعلان عن انطلاقتها، وفي الواقع يحز في النفس أن لا يكون عندنا تلفزيون يحترم المشاهد. يا أخي كارثة عندنا هذه القنوات. - ألا تفكر في العودة إلى المغرب والاشتغال بقناة وطنية؟ < موضوع العودة إلى المغرب أصبح في السنوات الأخيرة يؤرقني بشدة لكن دراسة أبنائي في مدارس دولية تتبع المنهج البريطاني ومستقبلهم الدراسي يحول دوما دون الإقدام على هذه الخطوة، أما عن الاشتغال في قناة وطنية، فالأمر أضحى صعبا على واحد مثلي يختزل تجربة مهنية متواضعة تفوق عشرين سنة، عشر منها في فضائيات عربية وأمامه قنوات وطنية يشرف عليها أناس، لم يستوعبوا بعد الحرية المتوافرة للمشاهد المغربي اليوم في التنقل من خلال جهاز الريموت كنترول للإطلاع على ما يجري من أحداث حول العالم. يعني المشاهد إيلا ما عجبتيهش يسدد ليك ضربة قاضية بالضغط على زر الريموت كنترول وينتقل مباشرة إلى محطة أخرى. - لكن القنوات الوطنية هي الأولى من غيرها بتقديم الخبر المحلي؟ < هذا صحيح، لكن يا أخي هل ما ترصده الصحف الوطنية من أحداث تقع في المغرب تشاهده في التلفزيون؟ طبعا لا، المشاهد المغربي يا عزيزي تتوافر له اليوم من الإمكانيات بفضل الإنترنت ووسائط الإعلام الجديدة ما يشبع فضوله ويطلعه على الحقيقة دونما الحاجة إلى الحصول عليها من قنواته الوطنية. خذ مثلا قناة الجزيرة لو سمحوا لها بالعمل بحرية داخل المغرب أجزم لك أن لا أحد من المغاربة سيشاهد أخبار «الأولى» ولا حتى «الثانية». - بالرغم من كل ما ذكرت ما السبيل إلى إعلام مغربي ناجح بنظرك؟ < أعتقد أنه إذا توافرت الإرادة السياسية القوية من الممكن أن نقول إن إعلامنا يتماثل للشفاء، فإمكانية التطوير مرتبطة بقرار حكومي صادق وليس بوعد كاذب، أما تحقيق هذا التطور، فليس في نظري شيئا صعبا على الإعلاميين المغاربة فهم موجودون وقد أثبتوا دوما تفوقهم وقدرتهم على التكيف مع مختلف التجارب الإعلامية الدولية وكم من قنوات فضائية عربية وعالمية تقف اليوم وراء نجاحها كفاءات إعلامية مغربية. ما أرجوه هو أن يتم التفكير في جمع كل هذه الكفاءات وجعل الأرضية مهيأة لإعطاء منتوج تلفزيوني يليق بمستوى مكانة المغرب وتطلعات أبناء هذا الوطن. - ما هي حظوظ المغاربة في التألق في القنوات الفضائية؟ < يكفي أن أقول لك لو أنك جمعت بعضا حتى لا أقول كل الإعلاميين المغاربة العاملين في مختلف الفضائيات والمؤسسات الإعلامية عبر العالم لأنشأت قناة مغربية مائة في المائة تنافس بها المحطات الموجودة حاليا. وأذكر هنا النجاحات الكبيرة والتميز الذي حققه الإعلاميون المغاربة أثناء تغطية تلفزيون أبو ظبي للحرب الأمريكية على العراق عام 2003، ألم يشغل الإعلامي المغربي محمد ذو الرشاد نائب مدير تلفزيون أبو ظبي، فأوصله إلى أوجه إبان تلك الحرب، بل وكان الأول الذي نقل أول ضربة صاروخية على بغداد وعرج على قنوات شبكة الجزيرة الفضائية العربية والإنجليزية والرياضية والوثائقية وأيضا قناة الجزيرة للأطفال وموقع «الجزيرة نت» ثم مركز الجزيرة للأبحاث والدراسات لتتلمس ميزة الحضور المغربي وتألقه فيها دون الحديث عن مغاربة قنوات عربية أخرى كالعربية وبي بي سي. إذن هناك كم هائل من الإعلاميين المغاربة منتشرون عبر فضائيات العالم منهم من يتولى وظائف قيادية في تلك القنوات ومنهم نجوم الشاشة ومنتجو النشرات الإخبارية والبرامج والمراسلون والمهندسون يعني هناك فريق بأكمله تتوافر فيه كل الشروط لإنجاح محطة تلفزيونية. - طيب، كيف تعلق على هذه الظاهرة ؟ < ظاهرة هجرة الكفاءات الإعلامية المغربية أعتبرها ظاهرة صحية أفرزها الأداء المهني المتدني الذي تظهر به نشراتنا الإخبارية التي تعد مرآة لكل قناة تلفزيونية يقاس بها نجاحها أو فشلها وأيضا غياب الحوافز المادية التي هي رهينة بكل أداء إعلامي جيد ومتكامل. مسار محمد رجيب - دبلوم الدراسات الجامعية العامة من جامعة الحسن الثاني 1986. - الإجازة في اللسانيات (علم اللغة) من جامعة الحسن الثاني 1988. - دبلوم المؤسسة الألمانية فريدريتش ناومان من معهد غوته 1992. - دبلوم الشبكة الأورومغاربية للتكوين في مهن الاتصال REMFOC من مركز الدراسات الإعلامية CECOM التابع للجامعة الكاثوليكية في لوفان لانوف ببلجيكا 1994. - دبلوم من معهد الصحافة وعلوم الأخبار في تونس. - رئيس تحرير مساعد في قسم الأخبار بالقناة الأولى للتلفزة المغربية للفترة 1989-1999. - مذيع أخبار رئيسي ومعد ومقدم برامج بقناة «الاقتصادية» إحدى قنوات تلفزيون دبي، ومنها البرنامج اليومي «تقرير الخليج» والبرنامج الأسبوعي «أوراق مصرفية» للفترة 1999-2005. - عضو لجنة مراقبة البرامج التي تبثها قناة «الاقتصادية». - رئيس القسم الاقتصادي ورئيس تحرير ومذيع في مركز الأخبار في هيئة إذاعة وتلفزيون البحرين 2005. - التحق بقناة الجزيرة كمذيع أخبار في 19/09/2005.