حل أيمن جاب الله، نائب مدير قناة الجزيرة القطرية، بالرباط، يوم الثلاثاء، في زيارة عاجلة، التقى خلالها الكاتب العام بوزارة الاتصال لتسوية الخلافات الحاصلة مع القناة بخصوص تغطيتها للأحداث التي تقع بالمغرب، ذلك أن المسؤولين المغاربة يعتبرون أن «قناة الجزيرة غير محايدة في تعاطيها مع ما يجري في المغرب من وقائع وترسم له صورة بلد فقير لا يختلف كثيرا عن البانغلاديش وسيريلانكا». لقاء أيمن جاب الله برضوان بالعربي، بمقر وزارة الاتصال، الذي حضره ممثلون عن وزارة الداخلية والديستى وعنصر من المخابرات العسكرية (لادجيد)، تداول فيه الطرفان قضية رفع المنع المفروض على بث الصور مباشرة من استديوهات الجزيرة بالرباط، إذ إن ضيوف القناة أصبحوا يظهرون على الشاشة عبر كاميرا «ويب» مرتبطة بالأنترنت وخط هاتفي، دون المرور عبر القمر الاصطناعي. وعزت السلطات المغربية أسباب هذا القرار إلى كون الرباط تحتج على «القناة التي تبث منذ أسابيع شهادات لقدماء المعارضين والمتورطين السابقين في الانقلابات»، مشيرة إلى أن هذه الشهادات ليست وليدة الصدفة أو تنويرا للرأي العام الدولي بخصوص التاريخ المعاصر للمغرب الذي شهد تغييرات ملحوظة، وإنما هي شهادات مقصودة بنية الإساءة إلى صورة البلد في الخارج. وأججت تصريحات الكوماندار السابق صالح حشاد، الذي استجوبه الصحفي أحمد منصور في برنامجه «شاهد على العصر»، الخلاف بين مسؤولي قناة الجزيرة والمسؤولين المغاربة، خاصة أن حشاد اعترف أن «الكولونيل أمقران هم من طلب منه المشاركة إلى جانبه في الانقلاب»، وهو «ما كان سيوافق عليه»، يقول حشاد، لأن المغرب وقتها، حسب تصريحه، «كان يعيش في القمع والبؤس وغضب الجماهير الشعبية». وكشف مصدر ل«المساء» أن تصريحات حشاد أثرت في معنويات الضباط الشباب، وهو ما دفع السلطات إلى التحرك. وأبلغ المسؤولون المغاربة المسؤول القطري غضبهم تجاه تعامل القناة مع المواضيع المتعلقة بحقوق الإنسان والتنمية البشرية والتسول والفقر والجريمة بطريقة تجعل المغرب أشبه بسريلانكا أو بنغلاديش، في حين يعرف المغرب، حسب المسؤولين المغاربة، طفرات مهمة في سبيل تعزيز الممارسة الديمقراطية والدينامية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، وهو ما تحرص «الجزيرة على عرضه بشكل مغاير»، يقول المسؤولون المغاربة. وأثيرت أيضا في هذا اللقاء مع المسؤول القطري قضية عرض خريطة المغرب المجزأة من الصحراء المغربية، وهو ما ردت عليه إدارة قناة الجزيرة بكونها تستند إلى القانون الدولي الذي يضع تلك المنطقة كفضاء جيوسياسي ومنطقة «صراع تخضع لإدارة وصية عليها في انتظار حل القضية». غير أن النقطة التي أفاضت الكأس وعجلت بهذا اللقاء مع إدارة قناة الجزيرة هي التغطيات المتواصلة التي خصصتها القناة لقضايا الحشيش والتي أعدتها الصحفية المغربية إقبال الهامي من منطقة غفساي والتي تم بثها هذا الأسبوع في النشرة المغاربية. وتناولت هذه التحقيقات مواضيع «الأطفال والحشيش» و«المرأة والحشيش»، إلى جانب «ضعف التنمية والحشيش»، في وقت يستعد فيه المغرب لتنظيم الانتخابات الجماعية. وتناول الطرفان في هذا اللقاء أيضا قضية منح الاعتمادات لصحفيي قناة الجزيرة، لكن بشكل ثانوي، في انتظار أن ترد إدارة القناة على مطالب المغرب.