- بعد مدة قليلة من تسلمكم مسؤولية إدارة قناة «ميدي آن سات»، كيف ترسمون واقع القناة الآن؟ < ما تم التأكد منه -حسب ما أعتقد- هو أن محطة «ميدي آن سات» التلفزيونية صارت معروفة لدى المغاربة وأصبح لديها جمهور مغربي يتابعها، لدرجة جعلت البعض يتساءل عن هوية هذه القناة، ويقول - في قرارة نفسه- :«هل القناة التي نتابعها بالفعل قناة مغربية؟ وهذا راجع إلى التقنيات التي نشتغل بها والتي تتميز بجودة تضاهي أو تتجاوز مستوى بعض القنوات الفرنسية مثلا، أظن أن القناة دخلت مرحلة اكتشاف المغاربة لها، وهذا ما يجعل رهاننا صعبا في القادم من الأيام. - راج في الصحف المغربية قبل تعيينك، أن القناة تعيش حالة اختلال في الميزانية، ما تعليقك على الأخبار؟ < هذه الإشارات كانت معروفة والمسؤولون عن القناة أقروا بذلك، وأعتقد أن تعيين مدير عام جديد لقناة «ميدي آن سات» دليل على رغبتهم في تحسين أدائها وفي خلق علاقة جديدة مع المشاهد المغربي من خلال تحسين المادة المقدمة، لاسيما على مستوى المحتوى، وأظن أن قناة «ميدي آن سات» ستأخذ منحى جديدا، في اتجاه القرب من المتلقي المحلي، وستجتهد في جذب هذا المتلقي الذي يجب عليه- بالمقابل- أن يهتم بهذه القناة المغربية، وأكرر أنه ليس من الصدفة أن يغير المدير، فالأمر كما ذكرت يفسر الرغبة القوية في طي صفحة وفتح أخرى يكون فيه لقناة «ميدي آن سات» دور واضح ومهم في المجال السمعي البصري. - إذن كيف يمكن أن نختزل رهانات البدايات؟ < هي عدة رهانات، لكننا نفكر في اليوم الذي تكسب فيه قناة «ميدي آن سات» ثقة الجمهور المغربي، وهذا يتطلب- بالإضافة إلى تحسين الأداء والمحتوى اللذين تكلمت عنهما - إقبال الجمهور المغربي على هذه القناة، فكما قلت سلفا إن هدفنا هو الجمهور المغربي الذي سنحاول ونجتهد لاستقطابه، وذلك لا يتم إلا بضبط المحتوى الذي يرتبط بدوره بالطاقم التقني، هنا أوضح نقطة أساسية هي أن القناة تتوفر على تقنيات حديثة جدا وتضم طاقما بشريا له تكوين عال ومنتم إلى جنسيات مختلفة، ولا يحتاج برأيي إلا إلى التوجيه وتطبيق اختيارات استراتيجية، وهذا برأيي هو رهان النجاح، وفي هذا الاتجاه سنعمل على تحسين محتوى القناة بشكل يعطي الأولوية للمغاربة، على أن نجيب فيما بعد عن أسئلة وتطلعات الجمهور غير المغربي. - عمليا كيف يكمن مغربة قناة «ميدي آن سات»؟ < من المعروف أن قناة «ميدي آن سات» لها محتوى إخباري بالدرجة الأولى، ونظام تقديم الأخبار يقول إذا لم تلعب القناة ميدي آن سات في تغطية الخبر في مختلف القارات، فهذا مشكل سيجعلنا منعزلين، في الوقت ذاته نحاول أن نبلور ربورطاجا يوميا يعرف بالمغرب، بالإضافة إلى تقديم مواد إخبارية عن المغرب، كما حاولنا أن نعطي الرياضة أهمية خاصة، وقد تم تدشين ذلك من خلال برنامج»ماتش» الذي نأمل أن يستقطب جمهورا جديدا، هذا إلى جانب ربورطاجات وحوارات مرتبطة براهنية الحدث، في انفتاح على قضايا وأخبار الدول المجاورة من بينها المغرب. - علق البعض آمالا على إمكانية أن تمنح الهاكا قناة «ميدي آن سات» رخصة ثانية حول حقوق بث أرضية أو رقمية أرضية، في الوقت الذي امتنعت «الهاكا» عن منح أي تراخيص تلفزيونية، ما تعليقك على هذا الأمر؟ < بصراحة نحن نشتغل بمنطق الأمر الواقع، أي نشتغل بوجود حقوق بث فضائي، مع الإشارة إلى أن حوالي 70 أو 60 في المائة من المغاربة، بمجرد ما يتابعون برامج القناة الأولى يتجهون إلى الفضائيات، وهذا يمنح لنا متتبعين افتراضيين، بالإمكان أن نستقطبهم، فهدفنا أن نجلب الجمهور المغربي بدل أن يتجه إلى قناة «إم بي سي» أو«الجزيرة». أملنا أن نجعل» ميدي آن سات» من القنوات التي تحظى باحترام ومتابعة أغلب المغاربة، مع الإشارة إلى أن تقنية البث عبر شبكة الأنترنت، إذن بهذه المعطيات نشتغل ونجتهد، وإذا تمكنا من بث برامجنا وفق نظام البث الأرضي والأرضي الرقمي، ف«مبارك ومسعود». - وألا تعتقد أن نظام البث الفضائي يقلص حظوظ القناة في عائدات الإشهار، بشكل يؤثر على استمرارية القناة؟ < هذا أمر واضح، لهذا فجهودنا منصبة على استقطاب أكبر عدد من المستشهرين، فأهم الشركات العالمية تمنح الإشهار لمختلف القنوات الفضائية، كما أن نظام البث يساهم في بناء ثقة من المستشهرين. - في نظرك هل القناة قادرة على المنافسة بالفعل؟ < أظن أن بالرغبة التي نملكها وبقدرات الطاقم التقني، يمكن أن تكسب القناة ثقة الجمهور المغربي والمغاربي، هذا الجمهور هدفنا، هدف لا يمنعنا من الانفتاح على جمهور باقي الجنسيات، هذه الرغبة ستمر عبر الإصرار على تقديم منتوج محترم وأخبار حقيقية ومقدمة بطريقة مهنية صرفة. - لنبتعد شيئا ما عن واقع «ميدي آن سات»، ولننبش في ماضيك الإعلامي، بين الأمس واليوم، ماذا تغير في دوزيم؟ < أولا، أود تقديم تهانئي لكل المشتغلين بالقناة الثانية بهذه الذكرى، وأتمنى أن تحتفل القناة بذكراها العشرين وأن تصل إلى مرتبة مشرفة، من جهة أخرى أعتقد أن القناة الثانية بدأت تكبر وتكبر، وبها أناس مهنيون ساروا على درب مؤسسي قناة تعد الأولى بالنسبة إلى عدد من المتفرجين المغاربة. - ما تعليقك على قراءة البعض لقرار تعيينك بأنه بمثابة رد الاعتبار لملوك بعد استبعاده، فيما عرف بحوار عبد العزيز المراكشي في دوزيم؟ < في الحقيقة أنني لم أقم هذه العلاقة، فأي تعيين يأتي من مسؤولين، له مبرراته الموضوعية التي تحكم هذا الاختيار، كما أن هذا التعيين يفرض المسؤولية، ولا أظن أن الأمرين متداخلين. - في نظرك هل استحق من أسسوا القناة الوضعية التي يعيشونها؟ < الحمد لله كيفما كان الحال، الحياة مستمرة، هناك من عاش لحظات مشرقة، وهناك من كان في وضع أضعف، وكل إدارة كانت تشتغل بروح المسؤولية التي أنيطت بها، مع التأكيد على أنني لم أزر القناة منذ مدة طويلة ولا أعرف كيف تسير الأمور، لكن لدي أصدقاء ناجحون في القناة، وما أسعدني هو اتصالات العديد من الأصدقاء الذين هنؤوني بعد تعييني على إدارة «ميدي آن سات»، على كل حال الحمد لله. - و ما سر غيابك عن الاحتفال بالذكرى العشرين لتأسيس القناة الثانية؟ < ليس هناك سر، فغيابي كان مرتبطا بسفري خارج المغرب، بالتزامن مع الاحتفال، وأظن أن اسمي كان حاضرا -حسب ما أكد لي بعض الأصدقاء- بعدما أشاد سعيد الناصري ليلة الاحتفال بدوري في ظهوره على القناة الثانية ونبش في ذكرياته معي في القناة الثانية. - في أجوبتك يبدو أنك لا تريد أن تجرح أحدا، ولكن لنطرح السؤال بشكل مباشر، هل أنصف مصطفى ملوك داخل دوزيم؟ < الحمد لله، أظن أنه حينما تسمع رأي المهنيين والمسؤولين يشيدون بمهنية وعمل شخص ما في تطوير قناة، فهذا لا يمكنه إلا أن يشعر بالارتياح، وأكبر إنصاف في نظري هو أن تنام مرتاح الضمير وتحتفظ بعلاقات مع الأصدقاء.