وصفت مصادر مطلعة في قناة «ميدي آن سات» ما تعيشه الأخيرة بالدينامية الكبيرة التي مست مستوى التدبير الإداري والمالي والتحريري، في ضوء العديد من المستجدات التي شهدتها القناة المغربية في الشهور الأخيرة. واعتبرت المصادر ذاتها أن تسمية عباس العزوزي مكان عبد السلام أحيزون كرئيس مدير عام للقناة كان منتظرا بالنظر إلى العديد من المؤشرات السابقة، إذ تؤكد المصادر أن أحيزون طالب بإعفائه من هذا المنصب بعد استكمال تصوره الشمولي لتدبير هذه القناة، عكس ما تم تداوله من أخبار حول إقالته، لاسيما مع توسيع رقعة المساهمين وإعادة التوازن المالي لهذه الشركة التي كانت ستعلن الإفلاس في عهد الرئيس المدير العام السابق بيير كازالطا، هذا فضلا عن إجراء تغيير جذري على مستوى الهيكلة التي توجت بتسمية مصطفى ملوك مديرا عاما لقناة «ميدي آن سات» وإعطائه كثيرا من الصلاحيات التي كان يحتكرها كازالطا. هذه الخطوات التقويمية لخصها عبد السلام أحيزون في الاجتماع الأخير للمجلس الإداري لقناة» ميدي آن سات»، بإبرازه مختلف مراحل إعادة هيكلة القناة وتطورها واتصالاتها الإشهارية الأولى وتغيير المساهمين مما مكنها من قانون أساسي كقناة تابعة للقطاع العام، علاوة على دفتر التحملات المتعلق بالترخيص بالبث. تغيير المساهمين –في نظر البعض- منح القناة قوة واستقرارا ماليا وأبعد عنها شبح الخوصصة من جديد. في هذا الإطار وجب التذكير بأن أربعة مساهمين جدد انضموا إلى رأسمال القناة، ويتعلق الأمر بتأمينات «التعاضدية الفلاحية المغربية للتأمين» و«التعاضدية المركزية المغربية للتأمين» والصندوق المهني المغربي للتقاعد، ومجموعة البنك الشعبي، مع احتفاظ «فيبار هولدينغ» التابعة لمجموعة صندوق الإيداع والتدبير، على معظم رأس مال القناة. وعلى هذا الأساس، أصبح المجلس الإداري لقناة «ميدي آن سات» مشكلا من عباس العزوزي كرئيس مدير عام، وأمين بنحليمة ممثلا ل«فيبار هولدينغ»، وعبد يعقوبي سوسان، ممثلا للتعاضدية الفلاحية المغربية للتامين، وخالد شدادي، ممثلا للصندوق المغربي المهني للتقاعد، وأنس العلمي، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، ثم عبد السلام أحيزون، رئيس المجلس المديري لاتصالات المغرب، هذا الأخير احتفظ بعضويته كمتصرف في المجلس بتزكية من يعقوبي سوسان، ممثل التعاضدية الفلاحية المغربية للتأمين، وخالد شدادي، ممثل الصندوق المهني المغربي. واعترافا بما قدمه أحيزون لقناة «ميدي آن سات»، شكر أنس العلمي، باسم مجلس الإدارة، أحيزون «على الجهود التي بذلها بهدف تمكين القناة من ممارسة أنشطتها في أحسن الظروف، مشيدا بقرار أحيزون مواصلة مهامه كمتصرف في الشركة لكي يستمر المجلس في الاستفادة من خبراته ورؤيته الإستراتيجية لقطاع الإعلام». هي الاستراتيجية التي فسرتها مصادر بتمسكه ودفاعه عن توقيع دفتر تحمل جديد للقناة الذي تمت المصادقة عليه، مؤخرا، من طرف المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري. وأكد أحيزون بعد المصادقة على القانون «أن هذه القناة التلفزية العمومية، التي تبث أخبارا ذات طبيعة دولية، كانت بحاجة إلى هذا القانون الأساسي الجديد من أجل أن تصبح قناة إعلامية مرجعية بالنسبة إلى منطقة المغرب العربي والمتوسط والشرق الأوسط»، حسب ما جاء في قصاصة لوكالة المغرب العربي. من جانب آخر، أكدت مصادر مطلعة أن القناة العمومية المغربية «ميدي آن سات» خلقت التوازن المالي بعد الحديث عن الإفلاس والتهديد بالتخلي عن العديد من التقنيين والصحفيين، في ضوء ما راج حول عجز مالي قدر قبل سنتين ب45 مليون درهم. وأضافت أن الحديث الذي كان يروج حول الاستقالات التي كانت تتردد في الصحف الوطنية في عهد الرئيس المدير السابق كازالطا أصبح حديثا لاغيا في عهد أحيزون الذي منح لمصطفى ملوك، الرجل الذي خبر التسيير في القناة الثانية لعدة سنوات، الضوء الأخضر لإحداث التغييرات وفق تصور جديد، وهذا ما منح للمتتبعين العديد من الإشارات، قال عنها ملوك في حوار سابق ل«المساء»: «أعتقد أن تعيين مدير عام جديد لقناة «ميدي آن سات» دليل على رغبتهم في تحسين أدائها وفي خلق علاقة جديدة مع المشاهد المغربي من خلال تحسين المادة المقدمة، لاسيما على مستوى المحتوى». واستمرارا لخط الإصلاح، دعمت شبكة القناة بمجموعة من البرامج، من بينها «ضفتان»، الذي خلق فضاء للنقاش السياسي والاجتماعي والرياضي والثقافي بين مختلف الفاعلين في المغرب العربي، كما ضمت الشبكة برنامج «سبعة أيام في المغرب العربي» الذي رصد الأحداث الأسبوعية في الفضاء المغاربي، وتحول برنامج «الماتش» إلى وجهة لعشاق كرة القدم لتتبع أهم التظاهرات الرياضية الوطنية والعربية والدولية. هذه التغييرات جعلت القناة تقوم باستحضار المعطى التقني الذي تتفوق فيه على كل القنوات الوطنية الأخرى، في رأي مهتمين بواقع التلفزيون المغربي القناة الأولى في الفضاء السمعي البصري بالنسبة إلى المغاربة في الشق الإخباري وتحاول- حسب مسؤول مطلع في القناة- أن توجه المتلقي المغربي نحو الخبر دون الحاجة إلى الذهاب بعيدا نحو قنوات عربية أو غربية للبحث عن أخبار المغرب، مع ما يرافق ذلك من خطورة.