استبشر المغاربة خيرا بعد أن تعزز المشهد السمعي البصري بالقناة التلفزية الخاصة بالقرآن الكريم السادسة، وهي ثمرة شراكة وتعاون بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية ووزارة الاتصال، إلا أن شريحة واسعة من المشاهدين لم تستسغ سبب اختيار بث برامج هذه القناة على القمر الصناعي هوتبورد فقط، الذي يطفح بالقنوات الإباحية سواء منها الإشهارية الجنسية أو تلك التي تبث أفلاما خليعة تكرس للشذوذ و لمظاهر الانحراف الأخلاقي. وفي اتصال هاتفي ل التجديد بمصدر من الإذاعة والتلفزة أكد هذا الأخير بأن سبب اختيار هذا القمر الاصطناعي جاء بهدف الانفتاح على المغاربة المقيمين بالخارج، وتعريف جاليتنا بتعاليم ديننا الحنيف، لأن هذا القمر يغطي مناطق كبيرة جدا من العالم مما يضمن شريحة واسعة من المشاهدين، بخلاف الاتجاه الفضائي نايل سات الذي لا يتعدى دول البحر الأبيض المتوسط وبالتالي لا يستطيع أن يحقق الأهداف التي توختها القناة في استراتيجيتها أو أن يلبي حاجيات قاعدة واسعة من المشاهدين. ولئن كان المبرر له وجاهته، فإن إطلاق القناة على القمر الاصطناعي نيل سات على غرار ما عملت به عدة قنوات عربية وإسلامية، سيمكن المغاربة من تجنب إمكانية الاصطدام بقنوات الإباحية التي يعج بها قمر الهوت بورد. وقد اعتبر مصدر مطلع من وزارة الاتصال أن تبرير مصدر وزارة الاتصال واهيا ويتعلل بالجالية المغربية، لأن إدراج قناة السادسة على قمر هوتبورد محكوم بهاجس مادي يتوخى البحث عن أقل تكلفة للبث مقارنة مع القمرين الصناعيين نايل سات وعرب سات ومرتبط بعقدة مع الجهة المالكة لحقوق البث على هذا القمر تخول للشركة المغربية إطلاق باقة من قنواتها في هذا الاتجاه بثمن زهيد، وكان من الأحرى أن تلتزم هذه القناة بالعقدة الأخلاقية والتربوية التي تربطها بالمشاهد المغربي، الذي حرم مشاهدة برامج السادسة، تحاشيا لكل ما من شأنه أن يخدش حياءه. واعتبر مصدر من وزارة الأوقاف أن الوزارة معنية بالتوجيه الديني واقتراح العلماء للمشاركة في إعداد مواد وبرامج القناة ولا يمكن أن تتعدى ذلك إلى جونب أخرى تقنية وفنية، لكن المصدر نفسه اعتبر أن الشروط الذاتية لم تتهيأ بعد لإطلاق قناة السادسة بالرغم من أن الأسباب الموضوعية وراهن الحقل الديني المغربي يقتضيان إنشاء قناة دينية موضوعاتية. وشدد ذات المصدر على ضرورة بث القناة على قمر نايل ساتعلى الأقل في المرحلة الراهنة، كما هو الحال بالنسبة لقناة المغربية في انتظار أن يكون البث أرضيا قبل متم هذه السنة وإلا ستبقى السادسة خارج السياق الديني المغربي وفي معزل عن تحقيق الأهداف المرجوة من إنشاء هذه القناة. ومن جهة أخرى ، يتساءل أحد المهتمين عن سبب عدم اعتماد القناة بثا تجريبيا يدعم ويوضح الرؤية التصورية للقناة ويعطي فرصة للمشرفين لإعداد شبكة برامجية تليق بالانطلاقة الرسمية لها وتتناسب مع حجم وأهمية هذا الوسيط الإعلامي، في وقت تفتقر فيه باقي القنوات التلفزية المغربية بشكل كبير إلى البرامج الدينية، مما أدى إلى هجر المشاهد لهذه القنوات ملتمسا الفتاوى من برامج تبثها قنوات فضائية مشرقية. وهو الأمر الذي يدعو إلى التساؤل عن الرؤية الاستراتيجية في سبيل استقطاب الشباب المغربي لتتبع قناة السادسة في ظل التنافسية الحادة التي يشهدها الفضاء الإعلامي، خاصة القنوات المهتمة بالشأن الديني والإسلامي؟ .