توفي مساء يوم السبت 26 يناير 2008 في العاصمة الأردنية عمان الدكتور جورج حبش أحد ابرز قادة الثورة الفلسطينية ومؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأمينها العام الأسبق، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض. ويعد حبش (83 عاماً) احد كبار مؤسسي حركة القوميين العرب. وكان جورج حبش قد خضع قبل عدة أيام لعملية جراحية في القلب في إحدى المستشفيات الخاصة في عمان، بعدما عانى صعوبات ومشكلات في القلب. ونعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الفقيد وأعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام في جميع المؤسسات الفلسطينية، وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية أمر السيد الرئيس بتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام في جميع المؤسسات الفلسطينية حدادا على رحيل هذا القائد الكبير. وأسس حبش الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهي إحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، في العام 1967، كما أنه احد مؤسسي حركة القوميين العرب التي تأسست في خمسينات القرن الماضي. وتخلى حبش عن كلّ مناصبه القيادية في الجبهة الشعبية، وبينها منصب الأمين العام للجبهة عام 2000، وأقام في الأردن منذ ما يزيد عن عشر سنوات. وولد جورج حبش عام 1925 في مدينة اللد، لعائلة من الروم الأرثوذكس وهاجر خلال حرب 1948 من فلسطين. درس حبش في كلية الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت وتخرج منها عام 1951 متخصصا في طب الأطفال، فعمل في العاصمة الأردنية عمّان والمخيمات الفلسطينية، وفي العام 1952 عمل على تأسيس حركة القوميين العرب التي كان لها دور في نشوء حركات أخرى في الوطن العربي، وظل يعمل في مجال دراسته حتى عام 1957، حيث فر بعدها من الأردن إلى العاصمة السورية دمشق وصدرت بحقه عدّة أحكام بين الأعوام 1958 و 1963. انتقل جورج حبش بعد ذلك من دمشق إلى بيروت، وفي ديسمبر من العام 1967 أسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع مصطفى الزبري وآخرون . وبعد أحداث أيلول الأسود ، انتقل حبش إلى لبنان كغيره من الشخصيات الفلسطينية في تلك الفترة، وخرج منها عام 1982 ليستقر في دمشق. ومن المقرر أن يصدر لحبش خلال أيام كتابا باللغة الفرنسية على شكل حوارات مع الصحفي الفرنسي جورج مالبرونو، بعنوان الثوريون لا يموتون أبداً ، هو الأول من نوعه عن حياة حبش. ويروي جورج حبش خلال الكتاب قصة تهجيره مع عائلته من اللد، واستشهاد شقيقته الكبرى في المعارك ضد جيش إسرائيل الحديثة الولادة آنذاك، فسقوط اللد واستشهاد شقيقته خلال رحلة اللجوء القاسية. ويتحدث حبش في الكتاب عن فترة دراسة الطب في بيروت ، كما يتعرض إلى ظروف تأسيس حركة القوميين العرب . ويكشف عن أسماء الدول التي زودت الجبهة الشعبية بالسلاح أو أمدتها بالأموال. ويوضح لماذا اختارت الجبهة الشعبية سلاح خطف الطائرات بين سنتي 1970 و1972، للفت أنظار العالم على القضية الفلسطينية.