أقامت قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مهرجاناً خطابياً في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيينجنوب العاصمة السورية دمشق، بمناسبة مرور أربعين يومياً على رحيل الأمين العام السابقة للجبهة ومؤسس حركة القوميين العرب الدكتور جورج حبش. وشارك في المهرجان الذي عقد مساء يوم الجمعة (7/3) حشد غفير من اللاجئين الفلسطينيين في سورية وممثلون عن قادة الفصائل الفلسطينية والمنظمات والأحزاب العربية، وممثلو البعثات الدبلوماسية لعدد من الدول الأجنبية. وأُلقيت في المهرجان الذي حضره مراسل المركز الفلسطيني للإعلام ، العديد من الكلمات، استعرض فيها المتحدثون فكر الراحل حبش ونهجه مسلطين الضوء على مواقفه المبدئية تجاه الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، ومشيرين إلى أنّ القيادي الفلسطيني البارز كان من أشد المعارضين لنهج التسوية في كافة مراحل النضال الفلسطيني. وفي هذا السياق؛ قال مسؤول الجبهة الشعبية في الخارج الدكتور ماهر الطاهر إن كل التحولات والتطورات في فكر وحياة جورج حبش كانت من أجل فلسطين، الفكر من أجل فلسطين، السياسة من أجل فلسطين، التنظيم من أجل فلسطين . وأضاف الطاهر لقد آمن جورج حبش بالوحدة الوطنية واعتبرها السلاح الأمضى للصمود ومواجهة المؤامرات المتعددة والكبيرة التي واجهت وتواجه شعب فلسطين، كانت نبرته ومواقفه حادة في مواجهة الانحراف والتنازلات والأخطاء والفساد ، مستطرداً بالقول لم يكن حبش سياسياً محترفاً بل كان مناضلاً بسيطاً صادقاً يريد أن يعيش بكرامة على أرض وطنه . وأشار الطاهر إلى أنّ هناك فريقاً فلسطينياً مرتبطاً بالمخططات والتوجهات الأمريكية والصهيونية يريد حرف بوصلة النضال الفلسطيني عن وجهتها، وقال اليوم يراد أن نفقد البوصلة ونضيع الهدف وأن يتحول العدو إلى صديق والصديق إلى عدو، والعدو إلى حليف وراعي لعملية سلام زائفة ومسمومة تقوم على أشلاء وجثث أطفال قطاع غزة المحاصر وأطفال فلسطين، الذين سيفجرون الانتفاضة الفلسطينية القادمة ليتأكد الجميع أن هذا الشعب الفلسطيني العملاق عصي على الكسر، ولن ينحني رغم المجازر وسيواجه المحرقة بإشعال الأرض تحت أقدام الغزاة . وكانت الكلمات التي ألقيت في المهرجان أشادت بالعملية الاستشهادية التي نفذها مقاوم فلسطيني في القدسالمحتلة يوم أول أمس الخميس (6/3)، مشيرين إلى أنّ هذه العملية هي ردّ طبيعي على جرائم الاحتلال والتي حصدت أرواح أكثر من 140 فلسطينياً بينهم عشرات الأطفال خلال الأسبوع الماضي في قطاع غزة والضفة الغربية. وأكدت الكلمات التي ألقيت في المهرجان على تمسك الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة، كخيار استراتيجي لدحر الاحتلال واستعادة الحقوق، واعتبرت أن نهج التسوية جلب الكوارث للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، منوهة بأن فريق التسوية (رئاسة السلطة ومقرّبوها) قد وفّر الغطاء للاحتلال من أجل تنفيذ المحرقة التي يشهدها قطاع غزة والضفة الغربية.