عبرت جثامين العشرات من الشهداء السوريين والفلسطينيين والعرب، إلى الأراضي السورية يوم الأربعاء (23/7)، بعد أن سلمهم الاحتلال الصهيوني إلى حزب الله اللبناني ضمن صفقة تبادل الأسرى والجثامين التي تمت قبل أسبوع من الآن. وانطلق موكب مهيب للشهداء من نقطة الحدود جديدة يابوس باتجاه ساحة الأمويين في مركز العاصمة دمشق، يضم مئات السيارات والحافلات، بعد أن قامت منظمة الصليب الأحمر الدولية بتسليم منظمة الهلال الأحمر العربي السوري ممثّلة بوزير الدولة لشؤون الهلال الأحمر الدكتور بشّار الشعار ومروان عبد الله مدير عام منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، جثامين الشهداء والذين بلغ عددهم مائة وأربعة عشر جثماناً. وأفاد مراسل المركز الفلسطيني للإعلام بأنه سيتم نقل جثامين الشهداء إلى ساحة الأمويين في دمشق، ومن ثم إلى مستشفى حرستا ليتم توزيعهم على الفصائل والدول التي تعود لها جثامين الشهداء، في حين سيتم الصلاة على جثامين الشهداء الفلسطينيين في مسجد الوسيم بمخيم اليرموك ومن ثم دفنهم في مقبرة الشهداء. وكان عشرات الآلاف من الجماهير محتشدة على نقطة الحدود جديدة يابوس الفاصلة بين سورية ولبنان لاستقبال جثامين الشهداء، بضمنهم عوائل الشهداء وحزب البعث الحاكم في سورية والأحزاب والقوى والسياسية السورية والفصائل والقوى السياسية الفلسطينية، حيث سيقام حفل استقبال رسمي وشعبي وستلقى خلاله كلمات باسم حزب البعث السوري وحزب الله والفصائل الفلسطينية. الشهادة توحّد العرب أمّا استعادة الجثامين التي مرّ على استشهاد أصحابها سنوات عديدة فكان الفضل فيها لـ حزب الله اللبناني، الذي ضمّن أسماء الشهداء العرب في إطار عملية الرضوان لتبادل الأسرى بينه وبين الكيان الصهيوني، والتي جرت يوم الأربعاء الماضي، وقضت بتحرير خمسة أسرى لبنانيين على رأسهم عميد الأسرى سمير القنطار بعد نحو 30 عاماً قضاها في سجون الاحتلال الصهيوني. أما الجثامين فكانت مائة وأربعة عشر جثماناً، منها 64 جثماناً تعود لشهداء فلسطينيين، بالإضافة إلى 37 شهيداً سورياً، و8 من التونسيين، و3 شهداء ليبيين، وشهيد عراقي وآخر نيجيري. تواجد رسمي لافت لم يقتصر الحضور المكثف على الجانب الشعبي فقط،، بل رافق ذلك حضورٌ لافت لشخصيات رسمية سورية ممثّلةٍ لحزب البعث العربي الاشتراكي وهو الحزب الحاكم في سورية، بالإضافة إلى ممثلين عن الأحزاب والقوى السياسية السورية، وقد سجّل لفصائل المقاومة الفلسطينية أيضاً حضورها الرسمي العالي المستوى، وكذلك الأمر عند ممثلي عددٍ من السفارات والبعثات الدبلوماسية العربية. وقد أقامت الجهات المشرفة على التبادل احتفالاً خطابياً رسمياً في جديدة يابوس ، ألقى فيه الدكتور ياسر حورية كلمة الجمهورية العربية السورية، وألقى فيه رئيس المجلس السياسي لحزب الله إبراهيم أمين السيّد كلمة الحزب، أما الدكتور طلال ناجي الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، فقد تلا كلمة الفصائل الفلسطينية، وكانت الكلمات بمجملها بروتوكولية ومقتضبة للغاية. رفات الشهداء تطوف بعد تحريرها انطلق الموكب المهيب من المنطقة الحدودية متّجها إلى العاصمة السورية دمشق قرابة الثالثة من ظهر اليوم، وبعد مشوار زاده الازدحام غير المسبوق طولاً، وصل إلى قلب العاصمة وتحديداً إلى ساحة الأمويين، وهناك دارت الشاحنات الكبيرة التي تقل رفات الشهداء عدداً من الدورات في ميدان الأمويين، حيث تجمهر عدد هائل من الناس يطلقون هتافات النصر والتحرير وتجميد المقاومة. هذا ويذكر أن الجثامين ستذهب بعد ذلك إلى مقر الهلال الأحمر في منطقة حرستا شمال العاصمة دمشق، حيث سيتم توزيع الرفات على ذويها ودولها والفصائل والقوى السياسية التي ينتمي لها كلّ شهيد، ومن الجدير القول أن الشهداء الفلسطينيين سينقلون مساء اليوم إلى مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيينجنوبدمشق ليصلّى عليه من مسجد الوسيم ثمّ يدفنون إلى جانب أقرانهم في مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك.