رجحت مصادر متابعة لملف الشهداء المغاربة في فلسطين أن تشمل عملية تبادل الأسرى ورفات الشهداء التي تمت يوم الأربعاء 16 يوليوز 2008 بين حزب الله وإسرائيل رفات شهداء مغاربة التحقوا بصفوف المقاومة الفلسطينية والعربية في عقدي السبعينات والثمانينات، وهم: ـ عبد الرحمن اليزيد أمزغار المزداد بمدينة أصيلا والذي التحق بجبهة التحرير العربية واستشهد في 17 يونيو 1975 بعد عملية فدائية نفذها رفقة ثلاث فدائيين في مستوطنة كفار يوفال أسفرت عن إصابة 58 إسرائيليا ضمنهم 27 قتيلا.وكان مناضلا في صفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية لما كان في المغرب. ـ إبراهيم الداسر: استشهد في بداية الثمانينات إثر عملية نفذها بصحبة مقاتلي حركة فتح التي كان قد التحق بصفوفها، وهو أحد أبناء مدينة سلا. الحسين بنيحيى الطنجاوي: استشهد في بداية السبعينات، وكان مناضلا في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. ورجح عبد الإله المنصوري القيادي في حزب الاشتراكي الموحد أن يكون الشهيد مصطفى قزيبر من مدينة الراشيدية ضمن القائمة، والذي استشهد في 2 غشت 1994 في عملية فدائية نفذها مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقد انطلق من العراق حيث كانت تقطن عائلته إلى فلسطين وتلقى تدريبا مع الجناح العسكري لحزب البعث الاشتراكي العراقي قبل أن يلتحق بالجبهة. وتتابع عائلة الشهيد عبد الرحمن اليزيد أمزغار عملية تبادل الأسرى والرفات بين حزب الله والكيان الصهيوني وقال مرزوق أمزغار شقيق الشهيد أمزغار في تصريح لـ التجديد أنه منذ الحديث عن عملية التبادل انتاب العائلة شعور خاص لأن عودة رفات الشهيد يمثل ميلادا ثانيا لعبد الرحمن أمزغار وسيكون لعائلته وأصدقائه فرصة لاحتضانه من جديد وتكريمه بدفنه في وطنه خاصة وأنه ليس ميتا عاديا بل هو شهيد. وأشار مرزوق أن العائلة وأعضاء مؤسسة الشهيد عبد الرحمن أمزغار للثقافة والفكر والحوار يتابعون عملية التبادل واتصلوا بالأمانة العامة للقوميين العرب والسفارة المغربية في لبنان والسفارة اللبنانية في المغرب ووزارة الخارجية لمعرفة كافة التفاصيل حول رفات الشهيد عبد الرحمن أمزغار، إلا أنهم لم يتوصلوا لحد كتابة هذه السطور إلى أخبار تؤكد شمول عملية التبادل رفات شهداء مغاربة. وأكد عبد الإله المنصوري الباحث في الشؤون الفلسطينية وجود شهداء مغاربة في مقبرة الأرقام بفلسطينالمحتلة إضافة إلى آخرين دفنوا في مقابر بلبنان بعد أن كان الكيان الصهيوني قد قذف بجثثهم في الجانب اللبناني بعد تنفيذهم لعمليات فدائية، وطالب الحكومة المغربية بتتبع ملف الشهداء المغاربة وإعادة جثامينهم. ومن جهته قال خالد السفياني، عن السكرتارية الوطنية لمجموعة العمل لمساندة العراق وفلسطين، إن عدة جهات شعبية تسعى للتأكد من هوية الشهداء الذين تسلمهم حزب الله ولم يتم التوصل إلى حدود يوم الأربعاء إلى معطيات دقيقة حول عملية التبادل وبيانات حول الرفات، وأضاف أن الأيام القليلة المقبلة ستكشف إن كان رفات مغاربة ضمن الذين شملتهم عمليات التبادل. هذا وكانت عملية تبادل الأسرى التي تمت بين حزب الله واسرائيل أمس الأربعاء قد شملت أربعة أسرى ورفات نحو 199 شهيدا لبنانيا وفلسطينيا ومن جنسيات عربية أخرى. في المقابل، تسلم الكيان الصهيوني جثتي الجنديين الإسرائليين الأسيرين لدى حزب الله . وتعتبر هذه العملية التي أطلق عليها حزب الله إسم الرضوان العملية رقم 29 في تاريخ عمليات تبادل الأسرى بين العرب وإسرائيل ومنذ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948 وقد شملت هذه العمليات إطلاق سراح آلاف العرب ومئات الإسرائيليين. وفيما عمت مظاهر الفرح والاحتفال في مختلف مناطق لبنان، وأعلنت الحكومة اللبنانية يوم الأربعاء عطلة رسمية، اعتبر الجانب الإسرائيلي يوم التبادل يوما أسودا وحزينا في تاريخ إسرائيل.