إذا كان السكوت مقصودا وعن عدم مبالاة فمن لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، وأما إذا كان السكوت عن عدم رضى وعدم استطاعة فإن الأمر يختلف عند ذلك ولكنه لا يخلو من إثم، لأن المؤمن إذا رأى منكرا فعليه أن يغيره بيده أو بلسانه أو بقلبه وذلك أضعف الإيمان، وإن لم نعلن عن غضبنا لما يحدث في غزة وإن لم نواجه من يقومون بمثل هذه الجرائم فإن الأمر أيضا فيه علينا من الإثم والله تعالى أعلم به. ولكن المغاربة في الغالب لا يسكتون، فهناك جمعية مساندة الكفاح الفلسطيني ولجنة القدس ووكالة صندوق بيت مال القدس، وكذلك الشعب المغربي الذي يعلن دائما عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، وهذا كله يمكن أن يدخل في إحدى الدرجات التي نغير بها المنكر ولا ينبغي الاكتفاء بذلك، بل يجب العمل على الدعوة في العالم أجمع إلى حماية ذلك الشعب المظلوم الذي ظلمته الإنسانية جمعاء وظلمه أيضا من يسكتون عما يقع له، وإننا في هذا البلد المسلم المؤمن نعلن عن تضامننا ونعلن عن استنكارنا لما يقع لأولئك المجاهدين المرابطين وإننا لنقف إلى جانبهم بقلوبنا وإننا لمستعدون أن ندفع أموالنا لكي نساعدهم وأن نبذل ما في وسعنا في كل ما يمكن أن يساهم في الدعوة إلى إنصافهم والعمل على عودة الحقوق إليهم بعودة المتشردين إلى أوطانهم وبحماية الباقين في وطنهم ورفع الظلم عنهم من طرف من يظلمهم من اليهود الصهاينة وممن يساعدهم في أي مكان كان وفي أي زمان كان. ومن أساسيات التزام كل مسلم بدينه أن يهتم بأمور المسلمين في أي موقع كان، وعلى المؤمنين البسطاء أن يتوجهوا إلى الله تعالى بالدعوة وأن يعودوا إلى الله تعالى بالالتزام بهذا الدين، وأدعوهم بكل صدق إلى أن يقاطعوا بضائع من يساعدون أولئك الكفرة الفجرة الذين آذوا الإنسانية جمعاء بإذايتهم لشعب من شعوب هذه الإنسانية ليس له من ذنب إلا أن الله ابتلاه بأولئك المغضوب عليهم الذين أساؤوا إلى البشرية ويريدون أن يستمروا في هذه الإساءة عن إصرار.