تنظم قيادة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية دورة عسكرية خاصة حول مكافحة ما يسمى "الإرهاب" في المجتمع الفلسطيني، في إشارة إلى المقاومة المسلحة، ويشرف عليها ضباط أمريكيون وبريطانيون، وبعض الأكاديميين الفلسطينيين، ضمن مخطط للجنرال كيث دايتون يعمل من خلاله على إعادة تأهيل أجهزة أمن سلطة عباس. وقال العديد من الضباط الفلسطينيين المنتسبين للدورة "إنهم أُكرهوا على الالتحاق بها، وأنه استخدم أسلوب الترهيب والترغيب معهم من قبل المسؤولين في أجهزتهم العسكرية". وتتضمن الدورة العسكرية عدة مواد تعمل على تغيير قناعات ضباط الأجهزة الأمنية، تتعلق بعمليات "غسيل للدماغ" حول قضايا دينية ووطنية، حتى يتخرج الضابط بمفاهيم جديدة، وتكون محاربته للحركات الإسلامية نابعة من قناعة ذاتية، وليست تنفيذاً لأوامر عسكرية صادرة من المسئولين الكبار. وقد فصلت إدارة الدورة ثلاثة من ضباط المخابرات الفلسطينية المنتظمين فيها في مدينة أريحا مؤخراً، بعد إظهار عدم رغبتهم في إكمال الدورة، لتحفظهم على مواد ضمن منهاج الدورة. وقال العديد من المنتسبين للدورة من كافة الأجهزة الأمنية "إن مسؤول الدورة فصل الضباط الثلاثة وهم من منطقة القدسالمحتلة وقلقيلية بحجة الصرامة والحزم، بالرغم من تقدم رتبهم العسكرية". وأبدى المنتسبون تذمرهم من هذا الإجراء، لأن "محاربة الإرهاب" طالتهم كونهم أظهروا عدم الرغبة في المواصلة في انتسابهم والتحاقهم بمقررات الدورة التي ستستمر عاماً واحداً يمنح فيها المشارك دبلوماً عسكرياً. يشار إلى أن الجنرال العسكري الأمريكي دايتون الذي يتواجد في القدسالمحتلة يعمل على تأهيل أجهزة أمن رئيس السلطة الفلسطينية، ويسعى في الفترة القادمة إلى تغيير الجيل القديم من الأجهزة واستبدالهم بعناصر جديدة "لضخ دماء جديدة". ويهدف دايتون إلى إعادة تشكيل الأجهزة الأمنية بحيث تكون قادرة على تحمل المسؤوليات الأمنية، التي تنص عليها خارطة الطريق، والتي تتضمن في بندها الأول محاربة المقاومة ووصفها ب"الإرهاب"، وقد أشرف دايتون على الخطة الأمنية في العديد من المدن الفلسطينية وفي مقدمتها مدينة نابلس، حيث زارها عدة مرات وأدخل إليها قرابة الخمسمائة عنصر من الأجهزة الأمنية.