فيما استطاعت الحكومة الفلسطينية بالضفة الغربية برئاسة الدكتور سلام فياض من انهاء حالة الفوضي الامنية التي كانت سائدة في الاراضي الفلسطينية على مدار سنوات انتفاضة الاقصى التي انطلقت عام 2000، تواصل تلك الحكومة تنفيذ خطتها لاعادة تأهيل الاجهزة الامنية على جميع الصعد بحيث وصلت الى مرحلة عقد دورات لمنتسبي الاجهزة الامنية حول فن التعامل مع المواطنين بعد ان اعادت تسليح وتدريب عناصر تلك الاجهزة التي فقدت هيبتها خلال سنوات الانتفاضة نتيجة الفوضى الامنية التي سادت الاراضي الفلسطينية خلال تلك السنوات. وبعد ان بات المواطن الفلسطيني يلمس حاليا حالة الضبط التي تعيشها الاراضي الفلسطينية جراء فرض القانون من قبل قوات الامن الفلسطينية حيث تم القضاء على ظاهرة السيارات غير القانونية في الشوارع الفلسطينية وانهاء فوضى المرور وظاهرة المسلحين ومثيري الفوضى وصل الامر مع السلطة الى تنظيم دورات تدريبية لقوات الامن حول فن التعامل مع المواطنين او ما يطلق عليه فن التعامل مع الجمهور. وعلى ذلك الصعيد تعكف الاكاديمية الامنية الفلسطينية بأريحا على عقد دورات لمنتسبي الاجهزة الامنية لتعليمهم فن التعامل مع المواطنين جراء تطبيق القانون. وخلال افتتاح احدى تلك الدورات الاربعاء اكد كمال سلامة نائب رئيس الأكاديمية الفلسطينية للعلوم الأمنية ان دورة 'فن التعامل مع الجمهور' في الأكاديمية الأمنية في أريحا، تأتي في اطار تطوير رجل الأمن وتسليحه بالمهارات المختلفة خاصةً فيما يتعلق بالتعامل مع الجمهور. ومن جهته أشار د. أحمد الشوا مدير دائرة الدبلوم المهني والتعليم المستمر في الاكاديمية أن الأكاديمية تهتم بتقديم دورات مختلفة للأجهزة الأمنية حتى ترتقي بأدائها لخدمة المواطن والوطن، وأن الدائرة تعقد هذه الدورة للمرة الثانية وستعمل على إعطاء الدورات المناسبة وفقاً لاحتياجات الأجهزة الأمنية والتي تشكل اللبنة الأساسية لمؤسسات الدولة الفلسطينية المستقبلية. ولا بد من الذكر ان الاجهزة الامنية الفلسطينية خضعت خلال الاعوام الثلاثة الماضية الى اعادة تأهيل وتسليح تحت اشراف المنسق الامني الامريكي الجنرال كيث دايتون. وساهمت عملية تأهيل تلك الاجهزة الامنية سواء الشرطة التي تولاها الاتحاد الاوروبي او الامنية التي تولاها الجانب الامريكي في ضبط الاوضاع الامنية داخل المدن والبلدات الفلسطينية حيث بات يلمس المواطن في معظم الاراضي الفلسطينية حالة من فرض القانون والنظام العام الذي فقد خلال سنوات الانتفاضة مما ساهم في انتشار الفوضى التي كانت تخفي وجهها في حالات كثيرة تحت شعار المقاومة التي كانت بريئة منها في معظم الاحيان. وفيما يشيد المواطن الفلسطيني بالضفة الغربية بحالة فرض القانون والنظام التي تفرضها الاجهزة الامنية وخاصة التي تتعلق بالحياة اليومية للمواطن مثل ملاحقة المجرمين وتنظيم السير وملاحقة تجار المخدرات والمواد الغذائية الفاسدة، أكد مسؤولون امنيون فلسطينيون على ان المؤسسة الأمنية الفلسطينية خطت مؤخرا خطوات تحسب على صعيد فرض الأمن والنظام، فيما دعوا السلطة الوطنية الفلسطينية لإقامة المزيد من دورات التأهيل والتدريب لكافة ضباط وضباط صف وعناصر الأجهزة الأمنية . وفي ذلك الاتجاه اكد وزير الداخلية الفلسطينية د. سعيد أبو علي أن القيادة والحكومة الفلسطينية ماضية في تحقيق الإنجازات ومواصلة إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، وتطوير البنية بصورة شمولية وظيفيا وتنظيما، مشددا خلال حفل تخريج احدى الدورات التدريبية مؤخرا على ضرورة امتلاك المعرفة وتطوير الأداء بما يحافظ على المشروع الوطني ومكتسبات ومقدرات الشعب الفلسطيني.