كشف الجنرال الأمريكي كيث دايتون النقاب عن أن مهمته هي تحقيق هدف الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني المتمثل في محاربة الإرهاب ، من خلال إنشاء قوات أمن فلسطينية للقيام بهذا الدور نيابة عن جيش الاحتلال الصهيوني. وأعرب دايتون عن ثقته الكبيرة في نجاح جهوده خاصة بعد حصوله على شهادة اعتراف معتمدة من الحكومة الصهيونية المتمثل بالموافقة على تزويد هذه القوات بسلاح جديد، بالإضافة إلى التعاون التام من قبل سلطة عباس في رام الله والمساعدة التي يحصل عليها من الكيان الصهيوني والأردن فضلاً عن الميزانيات التي يوفرها الكونغرس، والحماس الذي يبديه المجندون الفلسطينيون الجدد. الهدف هو أمن الاحتلال وقال في مقابلة أجرتها معه صحيفة هآرتس الصهيونية السبت (9/8)، ترجمتها صحيفة الرسالة الأسبوعية، إنه يعمل على بناء قدرات سلطة عباس في رام الله، يعتقد أنها تتيح إقامة دولة فلسطينية وفق الإرادة الإسرائيلية، بحيث لا تكون نقطة انطلاق لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل بحيث لا يضطر الجيش الإسرائيلي للبقاء في المنطقة طوال الوقت . وأكد الجنرال الأمريكي التزامه بمصالح الولاياتالمتحدة، وعمله مع أجهزة الأمن الصهيونية، لدرجة أنه يستوحي أفكاره من خلال ما يسمعه من كبار قادة الاحتلال، كما ويؤكد على أن مهمته تتلخص في جعل قوات الأمن الفلسطينية تقوم بعمل أكثر تنفيذاً لدورها في حماية أمن إسرائيل . وشبه تقرير الصحيفة الصهيونية دور دايتون بدور الضابط البريطاني أورد ونغيت الذي علم الجنود اليهود في مرحلة ما قبل الدولة ماهية الجيش وكيفية محاربة الإرهاب . وجاء في التقرير أن دايتون أنهى ثلاث مهمات رئيسية في منصبه الذي استلمه من سلفه الجنرال وليام وارد في آب (أغسطس) 2005: المهمة الأولى كانت إنشاء الفوج الأول من قوات الأمن الوطني في الضفة الغربية بعد إعادة بنائها والبالغ عدده 500 جندي والذي أنهى أربعة أشهر من التدريب في الأردن. والمهمة الثانية بناء كلية لتدريب قوات حرس الرئيس في أريحا، أما المهمة الثالثة فكانت إنشاء دائرة التخطيط الاستراتيجي في مبنى وزارة الداخلية في رام الله. ويضيف التقرير أن دايتون أنهى خطة لتدريب الفوج الثاني من القوات الفلسطينية والمقرر أن تغادر إلى مواقع التدريب في الأردن. كما أنه حصل على موافقة وزارة الحرب الصهيونية بتزويد هذه القوات بسترات واقية من الرصاص وعربات عسكرية جديدة. اعترافات خطيرة وتشير الصحيفة إلى مدى إعجابه بالقدرات التي يبديها المتدربون (من أجهزة أمن السلطة) في الأردن، كما يقول إنه قد سبق وأن زار قاعدة التدريب برفقة وزير الداخلية في حكومة فياض (غير الشرعية)، عبد الرزاق يحيى، الذي وصفه التقرير بأنه معروف جيداً للإسرائيليين منذ الأيام الأولى لاتفاق أوسلو . وبحسب دايتون؛ فإن اليحيى ألقى خطاباً هناك قال فيه للمتدربين أنتم لا تتعلمون كيف تحاربون (الإسرائيليين)، وأنتم هنا ليس من أجل محاربة الاحتلال، وإنما لمحاربة قوى الشغب والجريمة والفوضى في فلسطين . ويضيف دايتون الذي وصفته الصحيفة بالرجل المخضرم ذي النجوم الثلاث أنه يعمل مع قوات الأمن الإسرائيلية ويدرك جيداً التحديات الماثلة أمامها، وأنه استوحى الكثير من الأفكار بناء على ما يسمعه منها، وخاصة من رئيس هيئة أركان الجيش غابي أشكنازي الذي سمع منه أكثر من مرة أن الجيش الإسرائيلي سيعمل أقل إذا عملت القوات الفلسطينية أكثر . وقال هدفي أن أمنحهم القدرة على العمل أكثر ليعمل الجيش الإسرائيلي أقل، وأنا أفترض افتراضاً منطقياً بأن الجيش الإسرائيلي سيكون مرتاحاً إذا ترك المهمة لهم وأنا أعتقد أنها (القوات الفلسطينية) قادرة على ذلك . وعن الفترة التي ستستغرقها هذه العملية؛ قال إن الأمر متعلق بإسرائيل . وأضاف إنه يعمل بجد من أجل بناء قوة فلسطينية منضبطة وبحجم مناسب، ولذلك فمن المهم أن يتوفر للفلسطينيين أفق سياسي حقيقي يطمحون إليه . وأضاف أن هناك ميزانية لهذا المشروع لسنتين أو ثلاث سنوات قادمة، وأن الزمن المطلوب يتعلق بإنجاز المهمات التي تطلبها الإدارة الأمريكية، علاوة على كونه متعلقا بالجيش الحكومة الإسرائيلية . وتضيف الصحيفة أن دايتون كرجل عسكري يتفهم وجود الحواجز العسكرية التي يقيمها جيش الاحتلال في الضفة الغربية، كما يدرك مدى الإزعاج الذي تسببه هذه الحواجز للفلسطينيين، وأنه يعمل كجسر بين الطرفين. بعد الإخفاق في غزة وكانت مهمة دايتون الأولى تدريب وتسليح قوات السلطة الفلسطينية في قطاع غزة، بعد فك الارتباط، إلا أن فوز حركة حماس في الانتخابات جعل الأمور تتعقد على حد قوله، خاصة في ظل منع إجراء اتصالات مع حماس، علاوة على منع دخول الأمريكيين إلى القطاع والذي فرض منذ 5 سنوات في أعقاب مقتل 3 حراس أمريكيين. وعندها رفض الكونغرس تمويل مهمته خشية أن تصل الأموال إلى حماس. فقام دايتون بمحاولة تقديم المساعدة للحرس الرئاسي الخاص بأبي مازن وتفعيل المعابر وخاصة معبر رفح. وأدى انهيار أجهزة أمن السلطة الخاضعة لإمرة التيار الانقلابي في حركة فتح في قطاع غزة إلى نقل مهمة دايتون إلى الضفة الغربية. فطلبت منه آنذاك وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، إعادة بناء قوات السلطة. ويضيف أن تشكيل حكومة الطوارئ برئاسة سلام فياض أزالت الحواجز السياسية، واقتنع الكونغرس بتحويل الأموال، خشية أن يتكرر في الضفة ما حصل في قطاع غزة. وحصل دايتون على ميزانية تصل إلى 86 مليون دولار وباشر العمل. ومنذ ذلك الحين وصل إلى المنطقة جنرالان أمريكيان آخران؛ جيم جونس الذي يبلور الترتيبات الأمنية المستقبلية، وويليام فريزر الذي يتابع تنفيذ خارطة الطريق، وكلاهما يعملان بالتعاون مع دايتون. دايتون.. قائد قوات الأمن الوطني وبحسب خطة العمل الخاصة بدايتون فهي تتطلب إعادة تدريب الحرس الرئاسي وإقامة خمس كتائب من قوات الأمن الوطني مجدداً، والتي تعمل مسلحة إلى جانب الشرطة، التي يعمل على تدريبها وتسليحها وتنظيمها الاتحاد الأوروبي. وخصصت الحكومة الأردنية قاعدة التدريب الخاصة بشرطتها لتدريبها، وبشكل مواز عمل على بناء قاعدة تدريب فلسطينية في أريحا، ويتم ترتيب الداخلية في رام الله كمقر أمني مهني مع مستشارين أجانب. وعن حجم هذه القوات؛ قال أنه سيكون هناك ثلاث أجهزة في نهاية الأمر؛ الشرطة والأمن القومي والاستخبارات والأمن الداخلي. وبحسب الخطة يتم إحالة قدامي المسؤولين الأمنيين الذين كانوا تابعين لعرفات إلى التقاعد، ويحتل مكانهم تدريجيا مجندون جدد. جهود مكثفة وميزانيات مخيفة ! ويضيف أنه حصل مؤخراً على ميزانية إضافية تصل إلى 75 مليون دولار، تتيح له تدريب وتسليح كتيبتين أخريين للأمن القومي في السنة القادمة، ومواصلة المشاريع القائمة، وتنظيم دورات استكمال لكبار الضباط من كافة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في رام الله. ويتابع التقرير أن الأجهزة الأمنية الصهيونية سمحت للمجندين الجدد بالوصول إلى الأردن لإجراء التدريبات والعودة بسرعة، حيث استغرق عبور 600 مجند في جسر أللنبي ساعة ونصف فقط. كما أن كافة السلطات الصهيونية؛ حرس الحدود والجيش وسلطة المطارات والشاباك، بعثوا بمندوبين من أجل تسريع عبورهم. وتضيف الصحيفة أن التجربة الأولى في تفعيل هذه القوة الفلسطينيةالجديدة بدأت بحملة لفرض السلطة في جنين. وفي هذا السياق يقول دايتون إنه راض عن النتائج، كما امتدح التعاون بين القوات وبين الجيش الإسرائيلي . ويشير إلى أن وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك كان قد اجتمع مع ضباط صهاينة وفلسطينيين وامتدح عمل القوات الفلسطينية، واصفاً إياها بأنها تحقق تقدماً رغم بعض الإخفاقات.