كشف الشيخ عكرمة صبري، المفتي العام للديار المقدسة، أمس، أن سبب تصاعد دخان كثيف داخل مسجد البراق المحاذي لباب المغاربة داخل المسجد، هو عبث وحرق مجموعة من اليهود تعاويذ وأوراقا وشموعا داخل الجدار الملاصق للمسجد. وقال إن خروج أعمدة الدخان دليل على وجود حفريات وشقوق أسفل البراق، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة تكررت منذ عشر سنوات تقريبا. وحذر الشيخ تيسير التميمي، قاضي القضاة الفلسطيني، من جهته، من ارتكاب كارثة ضد المسجد الأقصى بسبب الحفريات والأنفاق التي تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيوني، مؤكدا أن تلك الأنفاق قد تؤدي إلى كارثة في المستقبل. وحمل الشيخ التميمي سلطات الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن تصاعد الدخان من جدران المصلى المحاذي لحائط البراق، موضحا أن مدينة القدس تتعرض إلى مذبحة حضارية لطمس هويتها الإسلامية والعربية. ووجه قاضي القضاة الفلسطيني نداء استغاثة لمنظمة المؤتمر الإسلامي ولجنة القدس وجامعة الدول العربية ومنظمة اليونسكو لبحث الوضع الخطير والمتدهور في المدينة المقدسة. وأعلنت مديرية الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس الليلة ما قبل الماضية أنها تمكنت من تفريغ الدخان الكثيف، الذي تدفق إلى داخل مصلى البراق. وقال المهندس عدنان الحسيني، مدير أوقاف القدس، لموقع (فلسطين أنفو) إنه تبين بعد الفحص أن هناك غرفة أسفل المسجد من جهة حائط البراق تستخدمها النساء اليهوديات اللاتي قمن بحرق الورق والشمع حسب الطقوس الدينية اليهودية ووجدنا أن الدخان تسرب من بعض الفتحات ووصل إلى المسجد. وأضاف أنه اتخذت إجراءات لإغلاق هذه الفتحات حتى لا يتسرب الدخان مرة أخرى، مؤكداً أن الوضع تحت السيطرة، وقد استخدم فريق الإطفائية عددا من المراوح الكهربائية لإخراج الدخان من المسجد. ودعا إلى شد الرحال للمسجد الأقصى للحفاظ عليه والدفاع عنه، وقال للأمة الإسلامية إن المسجد الأقصى في خطر. وفي أعقاب انتشار نبإ تصاعد الدخان داخل مسجد البراق، الذي بني في العهد المملوكي، وتبلغ مساحته حوالي خمسين مترا، توافد إلى المسجد الأقصى المبارك عدد كبير من الفلسطينيين والمصلين. وقد أثار قرار للمحكمة العليا الصهيونية، أول أمس بهدم قسم من الجدار العازل حول القدسالمحتلة وتغيير مسار 30 كيلومترا من أصل 40 كيلومترا منه، موجة غضب عارمة في صفوف اليمين الحاكم، مع أن وزارة الدفاع تعهدت بالالتزام بالقرار. وجاء قرار المحكمة إثر دعوى رفعها إليها سكان ثماني قرى فلسطينية في مدينة القدسالشرقيةالمحتلة، ويعتبرون الجدار سببا في قطع أرزاق ألوف المواطنين الذين يعيشون على زراعتها ويؤدي إلى خنق القرى الثماني، وستتحول بسببه إلى سجن كبير للأهالي. وقد حمّلت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، الاحتلال الصهيوني، في وقت سابق، كامل المسؤولية لما قد يصيب المصلى المرواني والمسجد الأقصى من أذى أو خطر، جراء منعها المتواصل لأعمال ترميم وصيانة ضرورية ولازمة في المسجد الأقصى المبارك، معتبرة أن المؤسسة الصهيونية تسعى من خلال هذا المنع المتعمد والمخطط لوضع يدها على المسجد الأقصى المبارك، غير مبالية بما قد يترتب على هذا المنع من عواقب وخيمة على المسجد الأقصى ويعرضه للهدم والخطر والأذى. يذكر أن مسجد البراق تعرض قبل عشر سنوات لحادث مماثل، حيث تصاعد الدخان فيه