* الاحتلال أعد ضد 161 شاهدا وحوالي 6500 تقرير أمني، وعوقبت بالعزل عاما كاملا * حاول السجانون فتح حوار معي داخل السجن فرفضت ذلك لاعتبارات عديدة * نحن بحاجة لأن لتوحيد كافة الجهود للضغط على الاحتلال من أجل الإفراج عن الأسرى * هناك قلق على الوضع الفلسطيني العام، ويجب تتظافر الجهود حتى نخرج لبر الأمان وننعتق من الاحتلال * الهدنة حكم شرعي في فكر الحركة سابقا ولاحقا. ولا يجوز الحديث عنها إلا إذا دفع الجانب الإسرائيلي ثمن ذلك * الحركة تدرس بمسؤولية كبيرة المشاركة في الانتخابات التشريعية ولها موقف متقدم فيما يتعلق بدخول منظمة التحرير * السلاح الشرعي والمشروع هو الذي تقره الشرائع السماوية والقوانين الأرضية فقط وهو سلاح المقاومة
أكد الشيخ حسن يوسف القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية حماس في الضفة الغربية أن سلاح المقاومة فقط هو السلاح الشرعي، مشددا على أنه لا يجوز لأي كان أن يمارس الضغط على الضحية وهو الشعب الفلسطيني في ظل استمرار الاحتلال والعدوان. وقال الشيخ يوسف الذي أفرجت عنه قوات الاحتلال بعد اعتقال دام 28 شهرا في حديث ل"التجديد" إن حركة حماس على استعداد للقبول بهدنة وفق شروط محددة تضمن الانسحاب الإسرائيلي والإفراج عن المعتقلين وإقامة الدولة الفلسطينية وغيرها، موضحا أن الحركة لم تدخل الانتخابات الرئاسية لاعتبارات ذاتية ومحلية ودولية. وفيما يلي نص الحديث مع الشيخ حسن يوسف الذي تناول أيضا تجربة الاعتقال التي عاشها في السجن والظروف التي يعيشها الأسرى، ومستقبل الوضع الفلسطيني في ظل القيادة الجديدة للسلطة الفلسطينية. رحلة الاعتقال * بداية كيف تصف بكلمات رحلتك الأخيرة مع الاعتقال؟ الاعتقال وما حدث لي فيه هو ما يصيب أي معتقل فلسطيني، هي تجربة بالنسبة لي ليست جديدة فهذه المرة الرابعة أو الخامسة التي أخضع فيها للتحقيق من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وبفضل الله خرجت في هذه المرة لم يكن عندي أي اعتراف أو توقيع على إفادة للشرطة، مع أن هناك 161 شاهدا وحوالي 6500 تقرير أمني ضدي، لكن مع ذلك فهؤلاء الذين اعترفوا علي ببعض القضايا لا توجد بيني وبين أي منهم أية صلة تنظيمية مباشرة أو غير مباشرة، لذلك لا يوجد اعتراف بأي شيء أو أي أمر أحاكم عليه، لكن هم استأنسوا بما قاله بعض الشهود، والتقارير الأمنية، بالتالي اعدوا لي لائحة الاتهام وبناء عليها تم إصدار الحكم وهو 28 شهرا. محطات بارزة * وما هي أبرز المحطات التي مررت بها داخل السجن؟ وطبيعة التعذيب الذي تعرضت له؟ الحقيقة في هذه المرة طافوا بي ثمانية سجون كان آخرها تسعة أشهر في عزل بئر السبع، علما ني عزلت قبل ذلك ثلاثة شهور أخرى ليصل مجموعها إلى حوالي سنة، وفي كل مرة إما أكون بمفردي أو مع آخر في زنزانة واحدة. وعقابا لي تم وضعي قرابة شهرين ونصف في سجن هداريم الذي يعاقب فيه بعض العناصر المؤثرة، وأعتقد أن سبب استمرار نقل هو حتى لا أشعر بأي نوع من الاستقرار، والعزل بشكل أساسي حتى لا أبقى على اتصال مباشر مع الواقع الاعتقالي وأكبر عدد من المعتقلين حتى لا يكون هناك أي تأثير مني عليهم. وبالنسبة للمحامين فقد كانت لهم زيارات أحيانا، وغي أحيان أخرى كانوا يبلغون بأني غير موجود رغم أني موجود لحرماني من زيارة المحامي. أما الأهل فقد منعوا في الفترة من الزيارة، لدرجة أن الأولاد الصغار الذين تسمح لهم كل القوانين بأن يزوروني منعوا من الزيارة حتى آخر لحظة. وآخر سنة ونصف تقريبا انقطعت الزيارات بشكل شبه كامل، وانقطع اتصالي بالواقع الخارجي حتى المحامين. بالنسبة للتعذيب فقد تعرضت لما يتعرض له أي معتقل من شبح متواصل وجلوس على الكرسي لما لذلك من تأثيرات نفسية ووضع في زنازين سيئة وظروف اعتقال سيئة والتغذية والمعاملة الهابطة. ظروف الاعتقال * وما هي طبيعة ظروف اعتقال التي مررت بها وتم بها القيادات الفلسطينية في السجون الإسرائيلية من الناحية الغذائية والصحية بشكل خاص؟ كنت أعيش نفس الظروف التي يعيشها أي معتقل آخر، التغذية ليست بالمستوى المطلوب، فمعظم المعتقلين والغالبية الساحقة منهم يعتمدون على مصروف الكانتينا وهي من مصروفهم الخاص لشراء المواد الغذائية ولولا هذا الأمر لأصاب الناس الجوع، وبالتالي سوء التغذية وفقر في الدم. والوضع الصحي للمعتقلين سيئ للغاية، أضف إلى ذلك أنه أصابني بعض الأوجاع منها آلام حادة في الكتف الأيسر لدرجة أني أحيانا لم أستطع النوم، وكنت أذهب مرة في الأسبوع لمراجعة طبيب السجن، لكن قالوا لي لك صورة حتى نتعرف على السبب الحقيقي للألم، استمر التأجيل 20 شهرا، وقبل الإفراج في يومين أبلغوني بأني سأذهب لزيارة المستشفى فرفضت لأنه لا مجال لذلك، وقصدوا من هذا العقاب النفسي والبدني لي، لأن الذهاب إلى المستشفى يحتاج 48 ساعة من السفر المتواصل في البوسطة، وهو ما قد يسبب المعاناة ويلحق بي الأذى أكثر من المرض نفسه، وحتى لو ذهبنا وأجريت الصورة فإنها تحتاج أشهرا حتى تخرج النتيجة، ثم أحتاج لأكثر من شهر حتى أراجع المستشفى، وهذا حدث في مرات الاعتقال السابقة حينما كنت في السجن وأصابني أيضا آلام في الظهر والكتف تحديدا حتى سنحت الفرصة لإعطائي العلاج الطبيعي بعد فترة طويلة. وخلال فترة الإضراب كسي جسدي بالحساسية وتبعه آلام شديدة، وكان يراودني الطبيب في السجن أنه لا دواء حتى أعلق الإضراب أو أكسره، فرفضت ذلك مع أني بحاجة لدواء خارجي وليس داخلي في الغالب، وهم بدورهم رفضوا إعطائي أي شكل من الدواء الخارجي، فكانوا يبتزوا إما دواء وكسر الإضراب، أو لا دواء، فكان لا بد أن أقف لجانب بقية المعتقلين وألا أكسر الإضراب أو أعلقه، لأنه سيكون له مردود سلبي على مجموع المعتقلين، خاصة وأن السجانين كانوا يقتنصون أية فرصة لأي رمز من رموز المعتقلين لكسر إضرابه أو الضغط عليه من أجل إشاعة ذلك عبر مكبرات الصوت داخل كافة السجون وبالتالي التأثير سلبيا على الأسرى وهذا فعلوه مع البعض فكان له أثر سلبي على المعتقلين. مفاوضات داخل السجن * كم يبلغ عدد معتقلي حماس في السجون الاحتلالية؟ الآن يقدر عدد معتقلي حماس بين 2800 - 3000 معتقل. * تحدثت الأنباء قبل شهور عن إجراء مفاوضات معكم من قبل المخابرات الإسرائيلية، هل لك أن توضح ذلك؟ قبل ستة أشهر تم نقلي لسجن عوفر وذلك تحت لكي يفتحوا معي حوارا ومفاوضات من داخل السجن، لكني رفضت ذلك لاعتبارات عديدة منها أنني معتقل وأرفض من حيث المبدأ أن يكون هناك أي حوار مباشر أو غير مباشر مع إدارة الاحتلال من داخل المعتقل، إضافة إلى كوني جزء من حركة لا يجوز لها أن أبت في قضاياها بمفردي في أي موقف من المواقف خاصة أنه لم يفوضني أحد في ذلك. تحرير الاسرى * هناك المئات من الأسرى محكومون بالمؤبدات والأحكام العالية.. فكيف تصف معنوياتهم وكيف يرون السبيل لتحريرهم؟ الأسرى معنوياتهم جيدة، وما يطمئن على وضعهم هو وحدتهم الداخلية، وهناك في السن لا تستطيع أن تفرق كثيرا بين معتقل وآخر، بين تنظيم وتنظيم آخر، فهناك حالة وحدوية جيدة، لكن المعتقل يبقى معتقلا ويشعر بآلام السجن وبالمرارة وبالذات القدامى منهم حيث دخل بعضهم السنة 28 من الاعتقال، الحقيقة كل واحد من المعتقلين وخاصة القدامى له مأساة وقصة بحد ذاته والإفراج عنه بحاجة لأن تتظافر كافة الجهود للضغط من أجل الإفراج عنهم. والمطلوب من المفاوض الفلسطيني أن يكون من أول أجندته الإفراج عن المعتقلين، فيجب أن يعتمدوا أسلوبا وخطة أنه لا يمكن أن يكون تهدئة ومفاوضات ولا حوارات مع الجانب الإسرائيلي إلا إذا تم الإفراج عن هؤلاء الأسرى، فكل الجهات التي بينها صراع أول ما يبت فيه هو مسألة المعتقلين وإنهاء معاناتهم. كما أن المؤسسات الفلسطينية الحقوقية والإنسانية والعالمية يقع على عاتقها شيء في السياسيات الإسرائيلية ومسلكياتهم تجاه المعتقلين، كما أنه مطلوب من كل فصائل العمل الفلسطيني العمل الجاد والفاعل المؤثر في سبيل تأمين الإفراج عن هؤلاء المعتقلين. فمن العار أن يبقى معتقل داخل السجون، هؤلاء مسؤوليتم تقع على عاتق الجميع ولا يعفى أحد من مسؤوليته عنهم. المعتقلون والقيادة الجديدة · كيف ينظر الأسرى للقيادة الفلسطينيةالجديدة بعد وفاة عرفات؟ ما من شك أن غياب الأخ أبو عمار ترك فراغا، لكن هذا الشعب الذي أنجب أبا عمار وأحمد ياسين والرنتسيي وغيرهم من القادة ادر على أن ينجب من القادة القادرين والذين يستطيعون أن يحملوا الأمانة بحب وإخلاص ويمضوا في الطرق حتى تتحقق أهداف شعبنا الفلسطيني المنشودة. لكن الآن هناك قلق على الوضع الفلسطيني العام، نحن نسعى ويجب أن يسعى الجميع إلى الإبقاء على وحدة فتح لأن أي خلل في فتح سينعكس على المجموع الفلسطيني، نحن مع وحدة فتح لتقوى لا أن تتفرد بالقرار الفلسطيني، إنما تتوحد لتضم جهودها لجهد حماس وبقية القوى المؤثرة والتي لها دور واضح في رسم السياسات الفلسطينية الداخلية والخارجية، على الجميع أن تتظافر جهودهم معا حتى نخرج لبر الأمان وننعتق من الاحتلال بإذن الله ونعيش في ظل دولة مستقلة كامل السيادة بأمن وأماكن كما يعيش أي شعب في هذا العالم. هدنة مشروطة * وما هو موقف الأسرى من قيادات حماس من إعلان هدنة جديدة؟ وما شروطكم لإعلانها؟ الهدنة ليس جديدة، فهي كلام قديم جديد، وهي حكم شرعي في فكر الحركة سابقا ولاحقا. كما أن الهدنة مارسته حركة حماس عمليا في أكثر من مرة، وتحديدا قبل أكثر من سنة ومن طرف واحد، وهي بادرة حسن نية وموقف مسؤول من حماس وغيرها من الفصائل ومن شعبنا الفلسطيني بشكل عام، لكن الجانب الإسرائيلي قابل هذا الأمر بمزيد من الممارسات العدوانية ضد الشعب الفلسطيني والاعتقالات والتوغلات والهدم وسفك الدماء، وعدم الإقرار بحقوق شعبنا الفلسطيني. والآن لا يجوز لأي طرف في العالم ولا يجوز لأي طرف فلسطيني ولا إقليمي ولا دولي أن يضغط على الضحية وأن يضغط علينا نحن المظلومون. الضغط يجب أن يكون على الاحتلال الإسرائيلي، المشكلة ليست عندنا، المشكلة في الاحتلال، لا معنى لأية هدنة ولا يجوز الحديث عن أية هدنة أو تهدئة إلا إذا دفع الجانب الإسرائيلي ثمن ذلك المتمثل بإنهاء الاحتلال ووقف العدوان بكل أشكاله على الشعب الفلسطيني من قتل وهدم وتجريف وتوغلات واجتياحات وإذلال على الحواجز وإزالة جدار العزل العنصري ثم الإفراج عن كافة المعتقلين في سجون الاحتلال لا سيما القدامى منهم. ثم الإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني المتمثل بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على أرضنا الفلسطينية ثم حق العودة لشعبنا المتمثل الذي المشتت الذي قرابة 55% منهم يعيشون في المنافي والشتات في ظروف بالغة القساوة. مقاطعة الانتخابات الرئاسية * لماذا قاطعت حماس الانتخابات الرئاسية؟ هناك قرار من الحركة بمقاطعة الانتخابات الرئاسية لاعتبارات ذاتية وإقليمية ودولية، ومنها أ،ها ستجرى تحت سقف أوسلو، من أجل ذلك الحركة امتنعت عن المشاركة الرئاسية. أما فيما يتعلق بالانتخابات البلدية والقروية الحركة ستشارك فيها هناك موقف مبدأي في ذلك، وفيما يتعلق بالانتخابات التشريعية فهناك دراسة جادة وموقف إيجابي متقدم أكثر من المرة السابقة للانتخابات في المجلس التشريعي عام 1996م. والآن الحركة تدرس هذا الأمر بمسؤولية كبيرة جدا سيما أن هناك قطاعات واسعة كم الشعب الفلسطيني تعول على موقف الحركة ودورها الإيجابي حيث تستطيع أن تحمل هذا الهم الفلسطيني بكل أمانة وبإخلاص. دخول منظمة التحرير * وما موقفكم من دخول منظمة التحرير؟ هناك موقف متقدم أيضا لحركة حماس عرضته منذ أكثر من خمس سنوات فهي تعتبر أن منظمة التحرير يمكن أن تكون بيتا جامعا للشعب الفلسطيني يستوعب الجميع لكن بشرط إعادة صياغتها وبنائها على أسس شورية وديمقراطية لينتخب فيها الشعب الفلسطيني ممثليه فيها في الداخل وحيثما أمكن في الشتات. السلاح الشرعي * تصر شخصيات سياسية وعسكرية في السلطة الفلسطينية على أن السلاح الشرعي هو سلاح السلطة فقط، فما تعليقكم؟ نحن نعتبر أن السلاح الشرعي والمشروع الذي تقره الشرائع السماوية والقوانين الأرضية فقط هو سلاح المقاومة الذي يحمل من أجل وقف العدوان ولجم العدوان الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني. فلا معنى ولا منطق ولا عقل، أن يطلب من الشعب الذي يتعرض لعدوان مستمر والقتل المستمر والاحتلال المستمر والجرائم المستمرة أن رفع الراية البيضاء ويستسلم لسياسات الاحتلال. ولا يمكن أن يقبل أحد فلسطينيا كان أو غير فلسطيني في هذا العالم أن يطلب من الشعب الفلسطيني أن يلقي سلاحه اليوم ولا زال الاحتلال موجود وعدوانه مستمر على شعبنا الفلسطيني. سلاحنا مشروع، وسلاح المقاومة مشروع وسيبقى حتى تحرير أرضنا الفلسطيني والوصول إلى أهدافنا الوطنية المنشودة بإذن الله. * هل من إضافة أخيرة؟ نتمنى الحرية لأسرانا وشعبنا وأن يلتئم الصف الفلسطيني. فلسطين - عوض الرجوب