خاضت يوم الثلاثاء 31 يناير 2006 فعاليات جمعوية وحزبية بمدينة الناظور والمناطق المجاورة لها مسيرة ووقفة احتجاجية بالنقطة الحدودية عند باب مليلية المحتلة، للتعبير عن رفضها لزيارة رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث ثباتيرو للمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية. وانطلقت المسيرة الاحتجاجية، التي شارك فيها قرابة 300 شخص، من وسط مدينة بني نصار /حوالي 12 كلم عن مدينة الناظور/، واخترقت الحواجز الأمنية والجمركية المغربية، التي كثفت تواجدها في محاولة لمنع المتظاهرين من اجتياز الحدود الوهمية مع إسبانيا لتفادي أي اصطدام مع الحرس المدني الإسباني، حيث ردد المشاركون شعارات عدة تدين هذه الزيارة، وتؤكد مغربية المدينتين السليبتين، وصاحوا "ثباتيرو زيرو"، وكذلك "ثباتيرو سير فحالك سبتة ومليلية ماشي ديالك". وواكب هذه التظاهرة عدد من الصحافيين المغاربة والإسبان، خصوصا القناة الأولى الإسبانية، التي عملت على تصوير ونقل كل مراحل الاحتجاج. وقال جمال الضرضوري، المنسق الإقليمي للإعلام المغربي بالناضور، في اتصال مع "الصحراء المغربية"، إنه "كان من المنتظر أن تشارك أعداد كبيرة في هذه الوقفة، لولا تزامنها مع عطلة فاتح محرم، لأنه وكما هو معمول به دائما، لا يسمح بالدخول إلى الثغور المحتلة في الأعياد والمناسبات"، مضيفا أنه "رغم الصعوبات التي واجهتنا، استطعنا أن نجتاز كل العراقيل، ووقفنا بانتظام ومسؤولية بالنقطة الفاصلة بين المغرب ومليلية المحتلة، وجها لوجه مع الجنود الإسبان، حيث عبرنا عن إدانتنا الشعبية لزيارة ثباتيرو، وأكدنا للعالم أننا سنستمر في نضالنا إلى أن تعود المدينتان إلى حظيرة الوطن". وكانت أزيد من عشرين هيئة تضم جمعيات وفروع أحزاب بكل من الناظور وتطوان أصدرت أخيرا بيانا مشتركا أدانت فيه هذه الزيارة ووصفتها ب "السابقة الخطيرة"، وطالبت الدولة المغربية بإصدار موقف رسمي وواضح يشجب هذه الزيارة، منبهة إلى أن كل تماطل من طرف المغرب قد تتخذه إسبانيا بمثابة تزكية للواقع الاستعماري المفروض أمام الرأي العام العالمي. وأعربوا عن احترامهم للأحزاب والشرفاء والمثقفين الإسبان، الذين يعترفون بمغربية سبتة ومليلية. وكان حزب الاستقلال سارع إلى التنديد بالزيارة، التي اعتبرها "مؤسفة"، وقال إنها جاءت على طرفي نقيض من العلاقات، التي تحسنت بين المغرب وإسبانيا منذ تولي الاشتراكي ثباتيرو السلطة في أبريل 2004 وأكد أن "هذه الزيارة في غير محلها، واستفزازية، وتمثل هجوما على مشاعر الشعب المغربي". وقال الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إن هذه الزيارة "تضع صديقنا ثباتيرو في تناقض مع سياسة حسن الجوار والتفاهم، وإعادة النظر في "الاشتراطات" الاستعمارية السابقة، التي تحكمت في علاقة بلاده ببلادنا، وكان التوالي المنطقي والتسلسل المعقول هو أن يدفع ثباتيرو باتجاه تفكيك الاحتلال عوض تكريسه، ويدشن، بنفس الروح الإيجابية إنهاء مسلسل استعماري طال في هذين الثغرين المغربيين". وشدد على أنه "لم تعد هناك جدوى من بقاء بؤر توترية تعيد المشاعر والسياسات والتفاعل المتبادل إلى لحظات الاحتلال المقيت، خصوصا ما ترتب عنها من مشاكل ما زالت بلادنا تعيشها إلى اليوم"، ثم خلص "لقد صنعت إسبانيا الحديثة نموذجها الديموقراطي الناجح، واستطاعت، بشجاعة مشهودة، أن تقدم على القطع مع تركة فرانكو الدكتاتورية، وهي مطالبة اليوم، بمبررات إنسانية وحضارية أكبر، بنفس القطيعة مع تركة ضاربة في القدم والعهد الكولونيالي".