أشار بعض المراقبين الى أن الولاياتالمتحدة كثفت من تحركاتها من أجل إنهاء الأزمة السياسية المستفحلة في الكويت حول توارث سلطة الإمارة، ويضيف هؤلاء أنه يخشى أن يقع إمتحان قوة بين الجناحين المتصارعين مما سيعقد موقف واشنطن في منطقة الخليج العربي خاصة وأنها تستخدم الكويت كقاعدة خلفية في الحرب التي تخوضها في العراق. وللولايات المتحدة ثماني قواعد عسكرية في الكويت يتمركز فيها حاليا 12 الف جندي امريكي ومئات من القوات البريطانية وغيرها. وتعتبر الكويت نقطة راحة وإنتقال للقوات الأمريكية المرابطة في العراق. وقد سجل الملاحظون بإهتمام الزيارة التي قام بها للإمارة قائد القوات المركزية الأمريكية الجنرال جون أبي زيد التي بدأت يوم الخميس 19 يناير وإنتهت يوم السبت 21 يناير. وقد أعلن رسميا أن الجنرال جون أبي زيد أجرى مباحثات عسكرية في الكويت ضمن زيارة رسمية له استمرت يومين، وانه اجتمع خلال زيارته مع رئيس الاركان العامة للجيش الكويتي الفريق فهد الامير. وذكر أن مباحثاته تناولت اهم القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك لاسيما المتعلقة بالجوانب العسكرية والدفاعية وسبل تعزيزها بالاضافة الى آخر المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية. غير ان المراقبين لا يتصورون أن يكون الجنرال الأمريكي لم يثر مع محدثيه موضوع الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد وضرورة تجنب مزيد من التصعيد أو اللجوء الى القوة. وحسب مصادر إعلامية في العاصمة الفدرالية واشنطن فإن إدارة الرئيس بوش تميل الى تأييد تولي رئيس الوزراء صباح الأحمد الجابر الإمارة بعد تنحي سعد. وتفيد أخبار واردة من واشنطن أن البيت الأبيض يراقب بقلق كبير الصراع الذي تعيشه أسرتا الجابر والسالم الصباح لليوم الثالث على التوالي بشأن نقل سلطات الأمير الراحل جابر الأحمد الصباح إلى الأمير سعد العبد الله أو إلى شخص آخر يرجح أن يكون رئيس الوزراء صباح الأحمد الجابر. وفي أخر التطورات نفى رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي تسلمه أي رسالة من مجلس الوزراء بشأن عزل الأمير الحالي سعد العبد الله لظروف صحية صعبة. وقال في مؤتمر صحفي لم أتسلم أي رسالة من مجلس الوزراء ولم أبلغ منهم بطلب تحديد جلسة، وأشار إلى أنه حتى على افتراض أن هناك طلبا من هذا النوع فلا بد أن يتأكد مجلس الوزراء من الإجراءات الدستورية قبل تقديم الطلب. وفي نفس الإطار أكد الخرافي أنه تسلم رسالة من الأمير الحالي بشأن تأدية القسم الدستورية لتولي الإمارة، مشيرا إلى أن الخبراء الدستوريين ينظرون في الإجراءات الدستورية لذلك. وذكر أن الأمانة العامة للمجلس وبعض النواب طلبوا منه مقابلة الأمير. وقال إنه استنادا إلى أكثرية النواب وأعضاء الحكومة فقد تم الاتفاق على تأجيل الجلسات الثلاث العادية المقررة للمجلس مع إمكانية عقد جلسة استثنائية، لكنه لم يحدد موعدها. وبويع سعد العبد الله الصباح فعليا أميرا بعد وفاة سلفه الشيخ جابر الأحمد الصباح، وهو يتمسك بالإمارة معتمدا على تأييد عدد من أقطاب الأسرة الحاكمة بينهم رئيس الحرس الوطني الشيخ سالم العلي السالم الصباح، في حين يلتف آل الجابر إلى جانب رئيس الوزراء. من جهته قرر مجلس الوزراء الكويتي في اجتماع استثنائي يوم السبت برئاسة الشيخ صباح الأحمد الصباح تفعيل إجراءات عزل الشيخ سعد. وجاء في البيان الصادر عن الاجتماع أنه تقرر تفعيل الإجراءات الدستورية المقررة في المادة الثالثة من القانون رقم 4 لعام 1964 بشأن أحكام توارث الإمارة. وبموجب القانون الكويتي يسمح لمجلس الوزراء أن يعين فريقا طبيا لفحص الشيخ سعد، وأن يرفع تقريرا إلى البرلمان بشأن قدرته على الحكم. ويعتمد الأحمد الصباح أيضا على تأييد مجموعة من أفراد الأسرة الحاكمة اجتمعوا بمنزله الجمعة الماضية، مشككين في قدرة سعد على مواصلة حكم الكويت، لأسباب صحية. وتستمر المساعي الهادفة إلى إقناع الأمير بالتنحي لإنهاء هذه الأزمة التي عكرت صفو الانتقال السلس للسلطة في البلاد بعد وفاة الشيخ جابر. وأجرى الشيخ سعد جراحة في القولون عام ,1997 ونقل العام الماضي إلى المستشفى للعلاج من زيادة السكر في الدم، ويتلقى منذ ذلك الحين علاجا في الخارج وكانت آخر مرة في غشت الماضي. يشار إلى أن صباح الأحمد كان يعتبر الحاكم الفعلي للبلاد منذ توليه رئاسة الحكومة عام 2003 مع تدهور صحة الأمير السابق.