الأزمة العراقية، والهجوم على قوات أمريكية في الكويت موضوعان عربيان اهتمت بهما الصحف البريطانية الصادرة صباح الأربعاء. تتناول صحيفة الجارديان الشأن العراقي في تقرير تحت عنوان: البيت الأبيض يضخم الخطر العراقي. ينقل التقرير عن مسؤولين ومحللين حكوميين أمريكيين لم يذكر أسماءهم ادعاءهم أن موقف الرئيس الأمريكي من صدام حسين كما أوجزه في خطابه الأخير إلى الشعب الأمريكي اعتمد على قراءة محرفة وأحيانا مضللة تماما للمعلومات المتاحة من المخابرات. وتقول الصحيفة إن الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطا مكثفة على موظفي وكالة الاستخبارات الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي لتقديم تقارير تؤيد الخط الذي تلتزم به الإدارة بالنسبة للعراق. وتضيف الجارديان أن بعض المسؤولين في هاتين المؤسستين ينصاعون لتلك الضغوط بينما يرفض البعض الآخر ويفضل التزام الصمت. وتنقل الصحيفة عن فنسنت كانيسترارو المدير السابق لقسم الاستخبارات المضادة في وكالة الاستخبارات الأمريكية قوله إن المعلومات الملفقة تأخذ طريقها الآن إلى المستويات العليا في الإدارة الأمريكية وهذا يسبب كثيرا من الانزعاج وسط المحللين السياسيين داخل الاستخبارات. كما حظيت زيارة وزير الخارجية البريطاني جاك سترو إلى الشرق الأوسط بتغطية تحت عنوان: رد فعل فاتر لرحلة سترو لشحذ الدعم في الشرق الأوسط. وتقول الجارديان إن وزير الخارجية المصري شدد على ضرورة إيجاد حل للأزمة العراقية بأسرع ما يمكن وخاصة بالنسبة للاتفاق الذي وقعه كبير المفتشين الدوليين الأسبوع الماضي مع العراق. وإن مصر أعلنت ضرورة عودة المفتشين دون وضع عراقيل من أي طرف. وتضيف الصحيفة أن ناطقا باسم القصر الملكي أعلن في أعقاب لقاء بين جاك سترو والملك عبد الله الثاني أن الأردن يأمل في اتخاذ كل إجراء ممكن لتجنب شن حرب جديدة في المنطقة. وتشير الصحيفة إلى أن جاك سترو أصر على القول إن المواقف خلف الأبواب المغلقة كانت مختلفة. وتحت عنوان: ضابط بحرية و"إرهابيان" يقتلون في الكويت، تكتب صحيفة التايمز تقريرا عن الهجوم على جنود أمريكيين من مشاة البحرية الأمريكية في الكويت. وتقول الصحيفة إن أحد الجنود الأمريكيين قد قتل في الهجوم، كما قتل الشخصان الكويتيان اللذان نفذاه، وهما من المتعاطفين مع تنظيم القاعدة. وتشير الصحيفة إلى أن عدد القوات الأمريكية في الكويت يبلغ عشرة آلاف فرد، وأن ألفا من جنود البحرية الأمريكية كانوا يشاركون في مناورات "المطرقة العنيفة" عندما وقع الهجوم. وتنقل التايمز عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية قولهم إن هذه المناورات الأمريكية الكويتية روتينية وكان مخططا لها من قبل، ولا تمت بصلة إلى الهجوم المحتمل على العراق. كما تذكر التايمز أن أربعة وعشرين مدنيا قد اعتقلوا ويجري التحقيق معهم بشأن الحادث. وحول الموضوع نفسه يكتب روبرت فيسك تعليقا في الإندبندنت يقول فيه إن الهجوم يضع علامة استفهام أمام دولة الكويت الصديقة [للولايات المتحدة]. ويقول فيسك إن الكويت لم تنس مطلقا الدور الذي لعبته أمريكا في تحريرها من قبضة العراق، وبسبب هذا الموقف الكويتي يستخدم الأمريكيون الكويت كركيزة للقوات الأمريكية في الخليج. ولذلك فإن الهجوم الذي وقع بالأمس، والكلام لروبرت فيسك، جاء مفاجأة للأمريكيين لأنه ببساطة يعني أن أتباع أسامة بن لادن يوجدون حتى في أكثر الدول العربية قربا والتصاقا بالولايات المتحدة. وحول نفس الموضوع تقول الدايلي تليجراف على صفحتها الأولى إن مسؤولين كويتيين أعلنوا أن منفذي الهجوم هما أنس الكندري، 21 سنة، وجاسم الحجيري، 28 سنة. وتنقل الدايلي تليجراف عن صحيفة الوطن الكويتية تصريحا لمسؤولين كويتيين بأن ثمة دلائل متنامية بأن الرسالة المسجلة [بصوت بن لادن] التي أذيعت مساء الأحد حوت إشارات مشفرة لخلايا القاعدة النائمة لكي تنشط.